س - لي أخت متزوجة ولديها ثلاثة أطفال وهي على خلاف دائم مع زوجها، وكانت أيضاً على خلاف مع والدها والسبب زوجها الذي كان يعاملها معاملة قاسية جداً مما اضطرها إلى ترك البيت وذهبت إلى بيت أمها المطلفة والمتزوجة من إنسان آخر، وزوج أمها يعاملها هو الآخر معاملة سيئة، فقمت أنا - أخوها - وأخذت لها شقة لتسكن فيها معي وكانت كثيراً ما تذهب إلى أمها ومرة أجبرها زوج أمها أن تذهب وترمي أولادها عند زوجها ففعلت ذلك إرضاء لأمها. وقد أحد الأيام حصل خلاف بينها وبين زوج أمها وخرجت إلى شقتها متأثرة جداً بما مر بها من مصائب وبعد أولادها عنها، فقامت وأخذت حبوباً من الثلاجة وأكلتها جميعاً، تريد أن تقضي على حياتها، فأخذتها إلى المستشفى وأعطيت العلاج اللازم، وقبل وفاتها أحست أنها في أيامها الأخيرة، فتابت وأخذت تستغفر كثيراً عما فعلته، وكانت تطلب منا أن تدعو لها بالمغفرة، وأرد الله وتوفيت، فماذا يكون حالها بعد ذلك؟ وهل يجوز لي أن تدعو لها بالمغفرة، وأراد الله وتوفيت، فماذا يكون حالها بعد ذلك؟ وهل يجوز لي أن أقوم بالصدقة والحج عنها عما أنني نذرت أن أقوم بهذه الأعمال طيلة حياتي إن شاء الله؟
ج- ما دامت أختك المذكورة قد تابت إلى الله - سبحانه - وندمت على ما فعلته من أسباب الانتحار فإنه يرجى لها المغفرة، والتوبة تجب ما قبلها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له كما صحت بذلك الأحاديث عن النبي، - صلى الله عليه وسلم -، " وإذا تصدقت عنها أو استغفرت لها ودعوت لها يكون ذلك حسنا، وذلك ينفعها وتؤجر عليه أنت ".
وما نذرته من الطاعات فعليك أن توفي به لأن الله - سبحانه - مدح الموفين بالنذور في قوله - عز وجل - في مدح الإبرار " يوفون بالنذر ويخافون يوماً كان شره مستطيراً" وقوله النبي، - صلى الله عليه وسلم -، " من نذر أن يطيع الله فليطعه ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه" رواه الإمام البخاري في صحيحه، والله ولي التوفيق.