ثم يرمي بها في النفايات مع النجاسات والقاذورات، لا شك أن هذه امتهان لكتاب الله العزيز وكلامه المبين فالواجب على كل مسلم وسلمه أن يحافظوا على المصحف والكتب وغيرها مما فيه آيات قرآنية أو أحاديث نبوية أو كلام فيه ذكر الله أو بعض أسمائه سبحانه فيحفظها في مكان طاهر وإذا استغنى عنها دفنها في أرض طاهرة أو أحرقها ولا يجوز التساهل في ذلك حيث إن الكثير من الناس في غفلة عن هذه الأمر وقد يقع في المحظور جهلا منه بالحكم، هذا ما يجب على المسلمين العمل به تجاه كتاب الله وأسمائه وصفاته وأحاديث رسوله، - صلى الله عليه وسلم -، وعدم الوقوع فيما يغضب الله ويتنافى مع مقام كلام رب العالمين والله سبحانه المسؤول أن يفقنا والمسلمين لما يحبه ويرضاه أن يعيذنا جميعا من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا وأن يمنحنا جميعا تعظيم كتابه وسنة رسوله، - صلى الله عليه وسلم -، والعمل بهما وصيانتهما عن كل ما يسئ إليهما من قول أو فعل إنه ولي ذل والقادر عليه.
الشيخ ابن باز
* * * *
[أيهما أفضل قراءة القرآن من المصحف أو عن ظهر قلب]
س - هل القراءة من المصحف أفضل من القراءة عن ظهر قلب. نرجو الإفادة؟
ج - أما من جهة قراءة القرآن في غير الصلاة فالقراءة من المصحف أولى لأنه أقرب إلى الضبط وإلى الحفظ إلا إذا كانت قراءته عن ظهر قلب أحفظ لقلبه وأخشع له فليقرأ عن ظهر قلب.
أما في الصلاة، فالأفضل أن يقرأ عن ظهر قلب وذلك لأنه إذ قرأ من المصحف فإنه يحصل له عمل متكرر في حمل المصحف وإلقائه وفي تقليب الورق وفي النظر إلى حروفه وكذلك يفوته وضع اليد اليمنى على اليسرعلى الصدر في حال القيام وربما يفوته التجافي في الركوع والسجاد إذا جعل المصحف في إبطنه ومن ثم رجحنا قراءة المصلي عن ظهر قل على قراءته من المصحف.
هذه وبعض المأمومين نشاهدهم خلف الإمام يحملون المصحف يتابعون قراءة الإمام وهذا أمر لا ينبغي لما فيه من الأمور التي ذكرناها ولأنه لا حاجة لهم إلا أن يتابعوا الإمام.