س لقد شاهدت بعضًا من الشباب المسلمين يصومون ولكن لا يصلون هنا. هل يقبل صيام من صام ولم يصل؟ ولقد سمعت بعض الواعظين يقول لهؤلاء الشباب أفطروا ولا تصوموا، فمن لم يصل لا صوم له، أفيدوني هل هؤلاء يصومون أو يفطرون سواء، وهل لنا الحق أن نقول لهم " افطروا إذا لم تصلو "؟
ج من وجبت عليه الصلاة فتركها عمدًا جاحدًا لوجوبها كفر بإجماع العلماء، ومن تركها تهاونًا وكسلاً كفر على القول الصحيح من أقوال أهل العلم، ومتى حكم بكفره حبط صومه وغيره من العبادات لقوله سبحانه {ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون} . ولكن لا يؤمر بترك الصيام لأن صيامه لا يزيده إلا خيرًا وقربًا من الدين، ولخوف قلبه يرجى من ورائه أن يعود إلى فعل الصلاة والتوبة مِن ترْكها. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه.
اللجنة الدائمة
* * *
[حكم مصاحبة تارك الصلاة والمستهزئ بالدين]
س ١ هل يجوز للإنسان أن يصاحب رجلاً آخر لا يصلي أحيانا، بل أكثر الأوقات؟
س ٢ أرى كثيرًا من الشباب إذا رأوا الشاب المحافظ على صلاته ودينه يستهزئون به، وأرى كذلك بعض الشباب هداهم الله يتكلمون عن الدين باستهتار وعدم مبالاة، فما القول في ذلك، وهل تجوز مجالستهم والمرح معهم في أوقات ليس فيها وقت صلاة؟
ج لا يجوز للمسلم أن يصاحب مثل هذا الشخص الذي يترك الصلاة في بعض الأوقات، بل يجب عليه أن ينصحه، وينكر عليه عمله السيء، فإن تاب وإلا هجره، ولم يتخذه صاحبا، وأبغضه في الله، حتى يتوب من عمله المنكر؛ لأن ترك الصلاة كفر أكبر؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم " العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر ". أخرجه الإمام أحمد وأهل السن بإسناد صحيح، عن بريدة بن الحصيب رضي الله عنه، وخرج مسلم في صحيحه، عن جابر رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة ". فالواجب على كل مسلم أن يحب في الله، ويبغض في الله، ويوالي في الله، ويعادي في الله "، كما قال الله سبحانه {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا