للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الحمو أشد خطرا]

س - أنا وإخوتي نقطن في مسكن واحد، ونحن والحمد لله ممتثلون لأوامر الله ورسوله، ولكن نعاني من عادة بيننا ورثناها عن آبائنا وأجدادنا.. وهي أن الرجال يجلسون سوياً مع النساء أي الإخوان مع زوجاتهم جميعاً، ولقد قام بنصحنا بعض الغيورين على دين الله، ولكن لم نستجب له، لأنه جديد العهد بالدين، وقد كلمت والدي يوما من الأيام وقلت له يجب أن لا نكون قائمين على المنكر بل يجب أن نتركه فقال والدي والله لو عملتم هذا فإنني سوف أفارقكم ولن أجلس معكم، وكذلك يوجد من إخوتي من وافق الوالد على هذا الأمر فأرجو من فضيلتكم التوجيه والنصح، وهل أنا على حق في موقفي؟

ج- نعم أنت على حق في الامتناع عن هذه العادة السيئة المخالفة لما دلت عليه النصوص، فإن الواجب على الزوجات أن يحتجبن عن إخوان أزواجهن، ولا يحل لهن أن يكشفن وجوههن أمام إخوان أزواجهن كما يحل أن يكشفن وجهوهن عند الرجال الأجانب في السوق بل إن كشف وجهوهن عند إخوان أزواجهن أشد خطراً؛ لأن أخا الزوج يكون في البيت إما ساكنا وإما وافداً ضيفا أو ما شابه ذلك، وإذا دخل البيت لم يستنكر ولم يستغرب فيكون خطره أعظم.

ولهذا حذر النبي، - صلى الله عليه وسلم -، من الدخول على النساء فقال " إياكم والدخول على النساء ". قالوا يا رسول الله أرأيت الحمو قال " الحمو الموت " أي أنه ينبغي الفرار منه كما يفر الإنسان من الموت.

وهذه الكلمة أعنى قوله، - صلى الله عليه وسلم -، الحمو الموت من أعظم الكلمات التحذيرية لهذا أقول إن عملك صحيح أي امتناعك عن هذا العمل الذي اعتاده الناس، أما قول أبيك إن فعلتم ذلك أي قمتم بحجب النساء عن إخوان أزواجهن فإني لا أكون معكم. فإني أوجه إليه نصيحة وهي أن يكون مذعناً للحق غير مبال بالعادات التي تخالفه. وعليه أن يتقي الله - عز وجل - وأن يكون هو أول من يأمر بهذا العمل أعني أن يأمر باحتجاب النساء عن غير المحارم حتى يكون راعيا وقائما بالرعية خير قيام.. فإن الرجل راع في بيته ومسؤول عن رعيته.

الشيخ ابن عثيمين

* * * *

<<  <  ج: ص:  >  >>