[محبة النبي صلى الله عليه وسلم لا تكون في ليلة واحدة]
س ما حكم المولد النبوي؟ أبسطوا لنا القول فقد كثر الكلام فيه، في الآونة الأخيرة.
ج لم يثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم، احتفل بليلة مولده ولا مولد غيره، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا يدل على أن هذه الليلة لا مزية لها على غيرها، ولو كان لها مزية لاختصت بتلك الليلة التي ولد فيها دون أن يتجاوز الفضل إلى غيرها من السنوات التي بعدها، ولو أنه ولد في مثلها، ولقد أكمل الله الدين بإبلاغ النبي صلى الله عليه وسلم، ولو كان هذا الاحتفال مشروعًا وسُنة ولم يبينه النبي صلى الله عليه وسلم، ولا فَعله ولا حث عليه لكان الدين في زمنه ناقصًا، ولكان قد أخفى عن أمته وما يجب عليه إبلاغه وبيانه، وقد ثبت عنه صلى الله عليه، أنه قال " مَن أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ". ولا شك أن إقامة هذا الاحتفال في ليلة المولد حدث بعده صلى الله عليه وسلم، وأضيف إلى شرعه وليس من الدين في شيء، فهو بدعة وكل بدعة ضلالة، ولم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم، ولا خلفاؤه الراشدون ولا أئمة الدين بعدهم، وإنما فعله بعض الرافضة في القرن الرابع الهجري وقصدُهم بذلك إحياء العادات الجاهلية، وتضليل المسلمين، فتتابع عليها الكثير من أهل تلك القرون، والجمهور على إنكارها ومعلوم أن محبة النبي صلى الله عليه وسلم، واجبة على كل مسلم ويجب استحضارها طوال العام، ولا تكون في ليلة واحدة كل عام، وأن محبته تقتضي طاعته والسير على نهجه، فمن فعل ذلك فهو من أمته وأتباعه، ومن تعبّد بما لم يشرعه فقد خالف سنته وطريقته وأضاف إلى دينه ما ليس منه، وليس ليلة الميلاد أفضل من ليلة نزول الوحي وليلة الإسراء والمعراج وليلة الهجرة وليلة غزوة بدر وغيرها من الليالي، فكلهن حصل فيها نفع وخير للمسلمين، ولم يُنقل أن أحدًا احتفل بها ولا خصّصها بإحياء أو عبادة، وهم سلف الأمة وأهل القدوة الحسنة لا مَن خالف طريقهم.
الشيخ ابن جبرين
* * *
[أفضل نساء النبي صلى الله عليه وسلم]
ج لزوجات النبي صلى الله عليه وسلم، ميزة وفضل، كلهن أمهات المؤمنين كما سماهن الله. لكن أفضلهن في السبق خديجة بنت خويلد، وأفضلهن في العلم والفهم والنفع للمسلمين عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهن، وللباقيات من الفضل ما لا يجحده إلا الرافضة