س - لقد أغواني الشيطان وفعلت فاحشة الزنا، وأنا أعلم أنها فاحشة كبيرة، وأريد أن أتوب.. فهل لي من توبة؟ أفتونا جزاكم الله خيراً؟
ج- التوبة بابها مفتوح إلى أن تطلع الشمس من مغربها، فمن تاب إلى الله توبة نصوحاً من الشرك فما دونه تاب الله عليه. والتوبة النصوح هي المشتملة على الإقلاع عن الذنوب والندم على ما فات منها والعزم الصادق على ألا يعود فيها خوفاً من الله سبحانه وتعالى {يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحاً} وقال سبحانه وتعالى {وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون " وقال عز وجل {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم} .
وقد أجمع العلماء على أن هذه الآية نزلت في التائبين، ويزداد على الشروط الثلاثة المذكورة في صحة التوبة شرط رابع فيما إذا كانت الحقوق لأدميين، وهو أن يؤدي إليهم حقوقهم من مال أو غيره أو يستحلهم منها لقول النبي، - صلى الله عليه وسلم -، {من كان عنده لأخيه مظلمة من عرض أو شيء فليتحلله اليوم ألا يكون دينار ولا درهم إن كان له عمل صالح أخذ من حسناته بقدر مظلمته فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فُحمل عليه} . أخرجه البخاري في صحيحه.
والواجب على المسلم أن يحذر الشرك ووسائله وجميع المعاصي، لأنه قد يبتلى بشيء من ذلك ثم لا يوفق للتوبة، فتعين عليه أن يحذر كل ما حرم الله عليه وأن يسأل ربه العافية من ذلك وألا يتساهل مع الشيطان فيقدم على المعاصي بدعوى أنه سيتوب منها، وقد يعاقب العبد فيحال بينه وبين ذلك فيندم غاية الندامة وتعظم حسرته حين لا ينفعه الندم. وقد قال سبحانه {وإياي فارهبون} وقال سبحانه {ويحذركم الله نفسه} وقال عز وجل {يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور إن الشيطان