للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيه ركعتين لأن النبي، صلى الله عليه وسلم، كان يزوره كل سبت ويصلي في ركعتين وقال عليه الصلاة والسلام ((من تطَّهر في بيته فأحسن الطهور ثم أتى مسجد قباء فصلى فيه كان كعمرة)) ، هذه هي المواضع التي تزار في المدينة المنورة، أما المساجد السبعة ومسجد القبلتين وغيرها من المواضع التي يذكر بعض المؤلفين في المناسك زيارتها فلا أصل لذلك ولا دليل عليه، والمشروع للمؤمن دائماً هو الاتباع دون الابتداع. والله ولي التوفيق.

الشيخ ابن باز

***

[الأحاديث الواردة في زيارة قبر النبي، صلى الله عليه وسلم، كلها ضعيفة]

س أرجو الإفادة عن صحة الأحاديث الآتية

الأول ((من حج البيت ولم يزرني فقد جفاني)) .

الثاني ((من زارني بعد موتي فكأنما زارني في حياتي)) .

الثالث ((من زارني بالمدينة محتسباً كنت له شفيعاً شهيداً يوم القيامة)) .

لأنها وردت في بعض الكتب وحصل منها أشكال واختلف فيها على رأيين أحدهما يؤيد هذه الأحاديث. . والثاني لا يؤيدها؟

ج أما الحديث الأول فقد رواه ابن عدي والدارقطني من طريق عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ــ عن النبي، صلى الله عليه وسلم، بلفظ ((من حج ولم يزرني فقد جفاني)) . وهو حديث ضعيف، بل قيل عنه إنه موضوع أي مكذوب، وذلك أن في سنده محمد بن النعمان بن شبل الباهلي عن أبيه وكلاهما ضعيف جداً، وقال الدارقطني الطعن في هذا الحديث على ابن النعمان لا على النعمان، وروى هذا الحديث البزار أيضاً وفي إسناده إبراهيم الغفاري وهو ضعيف، ورواه البيهقي عن عمر، وقال ((وإسناده مجهول)) .

أما الحديث الثاني فقد أخرجه الدارقطني عن رجل من آل حاطب عن النبي، صلى الله عليه وسلم، بهذا اللفظ، وفي إسناده الرجل المجهول، ورواه أبو يعلى في مسنده، وابن عدي في كامله، وفي إسناده حفص بن داود، وهو ضعيف الحديث.

أما الحديث الثالث فقد رواه ابن أبي مالك ــ رضي الله عنه ــ عن النبي، صلى الله عليه وسلم، عن سليمان ابن زيد الكعبي وهو ضعيف الحديث من طريق عمر، وفي إسناده مجهول.

وهذا وقد وردت أحاديث صحيحة للعبرة والاتعاظ والدعاء للميت.

أما الأحاديث الواردة في زيارة قبر النبي، صلى الله عليه وسلم، خاصة فكلها ضعيفة، بل قيل إنها موضوعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>