للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المبلغة أن لا تخبر بمن بلغ بل إن وثقت به عملت بمقتضى هذه الثقة وإن لم تثق به لم تلتفت إلى قوله ولو إننا فتحنا الباب للإعلان عن اسم كل ما جاء ليخبر عن منكر لم يأت أحد ليبلغ السلطات ألا يعلنوا عن اسم من أبلغهم، وكما قلت إن وثقوا بقوله عملوا بمقتضى هذه الوثيقة، وإن لم يثقوا فإنهم لا يلتفتون إلى هذا القول.. ولا شك إنه لو أخبر عن هذا المبلغ فإنه ينال في الغالب أذية أما بالقول أو بالفعل أو ما أشبه ذلك وفي هذا ضرر عليه وإذا لم يكن هناك إيمان قوي في النفوس قد يمنعها الخوف من أن تقوم بواجب التبليغ ولكنه يزول بكتمان المبلغ ما يجب عليه من الكتمان.

الشيخ ابن عثيمين

* * * *

[حول وسائل الدعوة]

س - هل تعتبر وسائل الدعوة إلى الله عز وجل وسائل توقيفية، بمعنى أنه لا يجوز الاستفادة من الوسائل الحديثة في الدعوة كوسائل الإعلام وغيرها وإنما ينبغي الاقتصار على الوسائل التي استخدمت في عهد الرسول، - صلى الله عليه وسلم -؟

ج- يجب أن نعرف قاعدة وهي أن الوسائل بحسب المقاصد كما هو مقرر عند أهل العلم أن الوسيلة لها أحكام المقصد ما لم تكن هذه الوسيلة محرمة فإن كانت محرمة فلا خير فيها.

وأما إذا كانت مباحة وكانت توصل إلى ثمرة مقصودة شرعاً فإنه لا بأس بها ولكن لا يعني ذلك أن نعدل عن كتاب الله وسنة رسوله، - صلى الله عليه وسلم -، وما فيهما من مواعظ إلا ما نرى أنه وسيلة في الدعوة إلى الله وقد نرى أن هذا وسيلة ويرى غيرنا أنه ليس بوسيلة ولهذا ينبغي للإنسان في الدعوة إلى الله أن يستعمل الوسيلة التي يتفق الناس عليها حتى لا تخدش دعوته إلى الله بما فيه الخلاف بين الناس.

ولكن يجب أن نعلم الفرق بين التأليف وبين الدعوة.. فقد يكون من المصلحة أن نؤلف الشباب الذي ينضمون إلى الدعوة بعد دعوتهم إلى الكتاب والسنة بأشياء من الأمور

<<  <  ج: ص:  >  >>