[خطرها على المسلمين - حكم اقتنائها وحكم بيعها وحكم شرائها - وحكم الاعانة على نشرها]
لفضيلة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين - حفظه الله -
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أرسله الله تعالى بالهدى ودين الحق فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وتركها على محجة بيضاء ليلها كنهارها فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد أيها الناس اتقوا الله تعالى واحذروا الفتن ما ظهر منها وما بطن، احذروا كل ما يفتنكم عن عبادة الله التي من أجلها خلقتم، احذروا كل ما يفتنكم عن شرفكم وأخلاقكم التي هي قوام مجتمعكم
وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت ...فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا
احذروا الفتن فإنها تسري إلى القلوب فتصدها عن ذكر الله وعن الصلاة، إنها تسرى إلى القلوب التي تلين إلى ذكر الله وتخشع لعظمته فتكسبها قسوة واستكباراً، إن الفتن تدب في القلوب فتفتك بها كما يفتك السم في الجسم حتى يهلكه، أيها الناس احذروا الفتن كلها، اجتنبوا أسبابها لا يقل أحدكم أنا مؤمن أنا مستقيم لن تؤثر على هذه الفتن لا يقل أحدكم هكذا فيقرب من أسباب الفتن مؤملاً العصمة فإن سهام إبليس نافذة والشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم كما قال ذلك رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، {من سمع بالدجال فلينأ عنه - أي فليبعد عنه - فو الله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فيتبعه مما يبعث به من الشبهات} أخرجه أبو داود.