س هل تجوز الصلاة خلف صاحب عقيدة مخالفة لأهل السنة والجماعة كالأشعري مثلًا؟
ج الأقرب والله أعلم أن كل من نحكم بإسلامه يصح أن نصلي خلفه ومَن لا فلا، وهذا قول جماعة من أهل العلم وهو الأصوب. وأما من قال أنها لا تصح خلف العاصي فقوله هذا مرجوح، بدليل أن النبي صلى الله عليه وسلم رخص في الصلاة خلف الأمراء، - والأمراء منهم الكثير من العصاة-، وابن عمر وأنس وجماعة صلوا خلف الحجاج وهو من أظلم الناس. والحاصل أن الصلاة تصح خلف مبتدع بدعة لا تخرجه عن الإسلام، أو فاسق فسفا ظاهرا لا يخرجه من الإسلام. لكن ينبغي أن يولّى صاحب السنة، وهكذا الجماعة إذا كانوا مجتمعين في محل يقدمون أفضلهم.
الشيخ ابن باز
* * *
[حكم سؤال السحرة والمشعوذين من الصوفية وغيرهم]
س يوجد في بعض جهات اليمن أناس يسمون (السادة) ، وهؤلاء يأتون بأشياء منافية للدين مثل الشعوذة وغيرها، ويدَّعون أنهم يقدرون على شفاء الناس من الأمراض المستعصية، ويبرهنون على ذلك بطعن أنفسهم بالخناجر أو قطع ألسنتهم ثم إعادتها دون ضرر يلحق بهم، وهؤلاء منهم من يصلي ومنهم من لا يصلي. وكذلك يُحلون لأنفسهم الزواج من غير فصيلتهم ولا يحلون لأحد الزواج من فصيلتهم، وعند دعائهم للمرضى يقولون (يا الله يا فلان) أحد أجدادهم. وفي القديم كان الناس يُكْبرونهم ويعتبرونهم أناسا غير عاديين وأنهم مقربون إلى الله، بل يسمونهم رجال الله، والآن انقسم الناس فيهم فمنهم من يعارضهم وهم فئة الشباب وبعض المتعلمين، ومنهم من لا يزال متمسكا بهم وهم كبار السن وغير المتعلمين. نرجو من فضيلتكم بيان الحقيقة في هذا الموضوع؟
جـ هؤلاء وأشباههم من جملة المتصوفة الذين لهم أعمال منكرة وتصرفات باطلة، وهم أيضا من جملة العرافين الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم " من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوما ". وذلك بدعواهم علم الغيب وخدمتهم فلا يجوز إتيانهم ولا سؤالهم، لهذا الحديث الشريف ولقوله صلى الله عليه وسلم " من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل