س - يرد في كثير من آيات القرآن الكريم لفظ السماوات جمعا وكلمة الأرض مفردة فهل في حال الأفراد تدل على معنى الجمع؟ وما تفسير قوله تعالى {ما أشهدتهم خلق السموات والأرض ولاخلق أنفسهم} ؟
ج- أما ما ذكره من الآيات الكثيرة التي فيها جمع السماوات وإفراد الأرض فهو كما ذكر الله تعالى بذكر السموات بلفظ الجمع تارة وبالأفراد تارة أخرى قال تعالى {إن الله لا يخفي عليه شيء في الأرض ولا في السماء} ويقول تعالى {يعلم ما في السماوات والأرض} . ولكن الأرض لم تأت مجموعة في القرآن أبداً بل هي مفردة دائماً.
ولكنها أتت بالجمع إشارة في قوله تعالى {الله الذي خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن} لأن المثلية هنا ليست في الصفات والكيفية للفرق العظيم بين السماء والأرض ولكنها مثلية في العدد وقد فسرت السنة الكريمة ذلك قال صلى الله عليه وسلم {من اقتطع شبرا من الأرض ظلما طوقه يوم القيامة من سبع أرضين} وعلى هذا فلفظ الأرض ورد في القرآن مفرداً ولكن يراد به الجنس الذي يصدق على المفرد والمتعدد وأما قوله تعالى {ما أشهدتهم خلق السموات والأرض ولا خلق أنفسهم} فالمعنى أن الله تعالى لم يشهد أحدا من الخلق خلق السموات والأرض ولذا لا يصح أن يعبدوا من دون الله وكذلك لم يشهد أحداً خلق نفسه وإذا لم يشهد خلق نفسه فيكف يعبد غيره، فأنت لا تعرف عن نفسك ولا عن غيرك شيئاً ولا تستطيع أن تخلق شيئاً مما خلقه الله لا من السموات ولا من الأرض ولهذا قال تعالى في سورة الطور {أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون} .
فذكر الله سبحانه وتعالى خلق أنفسهم وخلق السموات والأرض وحينئذ يتبين أن الخالق هو الله وإنه هو المستحق للعبادة وحدة لأن هؤلاء المعبودين لم يشاركوا الله في الخلق بل لم يشاهدوا خلقه فكيف تجعلونهم شركاء في العبادة.