س - ما حكم قول صدق الله العظيم بعد الفراغ من قراءة القرآن الكريم؟
ج- هذه كلمة شاعت بين الناس وكثرت وليس لها أصل عند أهل العلم في هذا المقام، فينبغي عدم اعتيادها، فهي داخلة في قوله النبي، - صلى الله عليه وسلم -، {من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد} فهي أشبه بالبدعة، فإن لم تقل بدعة، فإن لم تقل بدعة فهي أشبه بها، حيث ملازمتها في كل قراءة، حتى إن بعضهم صار يقرؤها في الصلاة واعتادها.
فلم يؤثر عن الرسول، - صلى الله عليه وسلم -، ولا عن أصحابه رضي الله عنهم، ولا عن سلف الأمة، أنهم كانوا إذا فرغوا من القراءة قالوا صدق الله العظيم، أما كونها شاعت بين الناس وانتشرت واستحسنتها بعض العقول، فهذا لا يكفي في شرعيتها أو استحسانها أو لزومها. لو فعلها الإنسان بعض الأحيان تعظيماً لكتاب الله عندما يقرأ شيئاً يتعجب منه، ويظهر له ما به من الخير العظيم، يقول صدق الله العظيم الله ما أعظم هذا.. من باب التعجب ومن باب إظهار عظمة كتاب الله فلا بأس، أما اعتياد ذلك عند كل تلاوة فليس لهذا أصل مما علمنا بعد العناية وبعد التتبع المذاكرة مع أهل العلم.
الشيخ ابن باز
* * * *
[حكم التكبير بعد قراءة سورة الضحى وما بعدها]
س - سمعت بعض {القراء} في الإذاعة يكبر بعد سورة الضحى فهل هذا مشروع وهل ذلك عام في كل سورة غيرها؟ وهل يجوز التكبير في الصلاة بعد قراءتها؟
ج- ورد التكبير في قراءة عبد الله بن كثير قارئ مكة وهو أحد القراء السبعة وذكر أنه روى ذلك عن مشائخة إلى الصحابة وأنه من سورة الضحى إلى سورة الناس ولم ينقل هذا التكبير أهل الحديث فالظاهر أنه لم يثبت مرفوعاً ومع هذا لم يذكره أحد من القراء سوى ابن كثير فمن قرأ بقراءته كبر ولا ينكر على من كبر أو ترك والله أعلم.