عاقل فإنه يعرف تحريم الزنى) ولكنه يجهل العقوبة المترتبة عليه مثل أن يكون محصناً ومعلوم أن حد المحصن الرجم، فيزنى ولم يخطر بباله أن عقوبته الرجم فهنا يرجم وإن كان يجهل عقوبة الرجم، وكذلك لو أن أحداً جامع زوجته في نهار رمضان وهو صائم، والصوم واجب عليه، ثم قال أنا لا أعلم أن كفارة الجماع هي الكفارة المغلظة، وهى عتق رقبة فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكيناً، فإن هذا الجهل بالكفارة لا ينفى وجوبها عليه بل تجب عليه ولو كان لا يدري، ودليل ذلك أن الرجل الذي سأل النبي، - صلى الله عليه وسلم -، عن جماعه زوجته في نهار رمضان وهو لا يدري ماذا يجب عليه فأفتاه النبي، - صلى الله عليه وسلم -، بأنه يجب عليه عتق رقبة، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع، فإطعام ستين مسكيناً، المهم أن الجهل بالعقوبة لا يرفعها عمن علم بتحريم سببها.
الشيخ ابن عثيمين
* * * *
[من قال {استغفر الله} بنية خالصة غفر الله له]
س - هل صحيح أن كل شخص يقول استغفر الله يغفر له؟
ج- إذا قال الإنسان استغفر الله بنية خالصة وصدق في طلب المغفرة وتمت شروط التوبة في حقه فإن الله سبحانه وتعالى يتوب عليه بل يحب ذلك منه كما قال تعالى {إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين} سورة البقرة. الآية ٢٢٢ وأخبر النبي، - صلى الله عليه وسلم -، أن فرح الله بتوبة عبده كفرح الإنسان بوجود ناقته التي ضلت عنه وعليها طعامه وشرابه فالتمسها فلم يجدها فاضطجع تحت الشجرة ينتظر الموت فإذا بخطام ناقته متعلقاً بالشجرة فأخذ بخطام الناقة وقال اللهم أنت عبدي وأنا وأنا ربك أخطأ من شدة الفرح ولا أحد يقدر قدر هذا الفرح إلا من اصيب بمثل هذه المصيبة.
فالله تعالى يحب من عبده أن يتوب إليه ويحب من عبده أن يستغفره وقد أمر الله تعالى بالاستغفار في كتابه في عدة آيات، والاستغفار هو طلب المغفرة، والمغفرة هي ستر الذنب والتجاوز عنه لأنها مأخوذة من المغفر يغطى به الإنسان رأسه في القتال يتقي به السهام