ما أشبه ذلك لأن هذا هو الذي أرشد إليه النبي، - صلى الله عليه وسلم -، ومع هذا لا تنكر عليه إن تصدق أو اعتمر أو صلى أو قرأ القرآن وجعل ذلك لوالديه أو أحدهما، أما لو كانا لم يؤديا العمرة أو الحج فإنه قد يقال إن أداء الفريضة عنهما أفضل من الدعاء والله أعلم.
الشيخ ابن عثيمين
* * * *
[حكم طاعة الوالدين في ترك مصاحبة الأخيار]
س - إذا أمرين والدي أن أترك أصحاباً طيبين، وزملاء أخياراً، وألا أسافر معهم لأقضي عمرة مع العلم بأني في طريقي إلى الالتزام، فهل تجب على طاعتهما في هذه الحالة؟
ج- ليس عليك طاعتهما في معصية الله، ولا فيما يضرك لقول النبي، - صلى الله عليه وسلم -، {إنما الطاعة في المعروف} وقوله صلى الله عليه وسلم {لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق} . فالذي ينهاك عن صحبة الأخيار لا تطعه، لا الوالدين ولا غيرهما. ولا تطع أحداً في مصاحبة الأشرار أيضاً، لكن تخاطب والديك بالكلام الطيب، وبالتي هي أحسن، كأن تقول يا والدي كذا، ويا أمي كذا هؤلاء طيبون، وهؤلاء أستفيد منهم، وأنتفع بهم، ويلين قلبي معهم، وأتعلم العلم وأستفيد، فترد عليهما بالكلام الطيب، والأسلوب الحسن، لا بالعنف والشدة، وإذا منعاك فلا تخبرهما أنك تتبع الأخيار، وتتتصل بهم، ولا تخبرهما أنك ذهبت مع أولئك إذا كانا لا يرضياك بذلك، ولكن عليك ألا تطعهما إلا في الطاعة والمعروف وإذا أمراك بمصاحبة الأشرار، أو أمرالك بالتدخين أو شرب الخمر أو بالزنى أو بغير ذلك من المعاصي فلا تطعهما، ولا غيرهما في ذلك، للحديثين المذكورين آنفاً. وبالله التوفيق.