س - أعطيت مبلغا من المال بصفة انتداب علما بأنني لم أذهب خارج عملي، والانتداب عادة لا يصرف إلا لمن يغادر في مهمة خارج البلاد. فماذا أفعل بهذا المال وهل يمكن وضعه في مسجد يراد بناؤه أم ماذا؟
ج- أنا أرى في مثل هذه المسائل أنه إذا أعطى الإنسان انتداباً وهو لم ينتدب أرى أن يبلغ المسئول الذي يرأس رئيسه ويقول إنه أعطاني انتدابا دون أن ينتدبين من أجل أن يتبين للمسئول الكبير خيانة هذا المسئول الثاني حتى يجرى معه ما يجب معه ما يجب إجراؤه على الخونة، لأن المديرين أيضاً ومن دون المديرين ومن فوقهم إذا كانوا يعودون على مثل هذه الحيل التي تفسد المجتمع والأمانة ويحل بنا البلاء، فالذي أرى أن الطريق السليم أن يبلغ عن هذا المدير المباشر من فوقه ويعيد الدراهم للدولة ليسلم من شرها، وهذا من البلاء الذي حل بالبعض وهي المحاباة في أكل مال الدولة بغير حق. فما الذي يحل لك أن تأخذ مالاً من مال الدولة وأنت لم تقم بهذا العمل ثم كيف يحل لهذا المسئول أن يفعل ذلك.
وقد قيل لي إننا نفعل هذا لأن الرجل المنتدب ينتج وليس عندنا بنود للمكافأة فنتحايل على ذلك بأن نعطيه انتدابا دون أن يذهب فهذه الملاحظة غير صحيحة لأن من ينتج ويقوم بعمله يكون قد حلل مشربه ومأكله وجزاه الله خيراً وإذا كان يقوم بأكثر مما كلف به فلا حرج وأن يكتب له شكر وتقدم له ورقة شرف تبقى معه أو يكتسب للمسئول الأعلى وتطلب مكافأة له لعمله أكثر مما يجب عليه، أما أن نخدع الرجل وأنفسنا ودولتنا فهذا ليس بجائز.