أحسن} ، قال الله تعالى له {فيما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لا تفضلوا من حولك فاعف عنهم واستغفر له..} وقال الله تعالى حين أرسل موسى وهارون إلى فرعون {فقولا قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى} ، وأخبر النبي، - صلى الله عليه وسلم -، {إن الله يعطي بالرفق مالا يُعطي بالعنف} .. وكان يقول إذا بعث بعثاً {يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين}
وهكذا ينبغي على الداعية أن يكون لينا طليق الوجه منشرح الصدر حتى يكون ذلك أدعى لقبول صاحبه الذي يدعوه إلى الله، ويجب أن تكون دعوته إلى الله - عز وجل - لا إلى نفسه، لأنه إذا دعا إلى الله وحده صار بذلك مخلصا ويسر الله له الأمر وهدى على يده من شاء من عباده، لكن إذا كان يدعوا لنفسه كأنه يريد أن ينتصر لها وكأنه يشعر بأن هذا عدو له يريد أن ينتقم منه فإن الدعوة ستكون ناقصة وربما تنزع بركتها.. فنصيحتي لإخواني الدعاة أن يشعروا هذا الشعور، أي أنهم يدعون الخلق رحمة بالخلق وتعظيماً لدين الله - عز وجل - ونصرة له.
الشيخ ابن عثيمين
* * * *
[أوليات الدعوة وأصولها لا تتغير]
س - أوليات الدعوة الإسلامية، هل تتغير من عصر إلى عصر ومن مجتمع إلى آخر؟ وهل ما بدأ به رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، من دعوة إلى العقيدة يطالب به الدعاة في كل عصر؟
ج- لا شك أن الدعوة الإسلامية منذ بعث الرسول، - صلى الله عليه وسلم -، إلى أن تقوم الساعة أولياتها وأصولها واحدة لا تتغير بتغير الزمان لكن قد تكون بعض الأصول محققة عند قوم وليس فيها ما ينقضها أو ينقصها فيعمل الداعية إلى النظر في أمور أخرى يكون فيها من يدعوهم مقصرين، لكن باعتبار الأصول في الدعوة إلى الإسلام لا تتغير أبداً فقول الرسول، - صلى الله عليه وسلم -، لمعاذ بن جبل حين بعثه إلى أهل اليمن فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة ألا إله إلإ الله وأن محمداً رسول الله، فإن هم أجابوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض