س - شاب يبلغ الخامسة والعشرين من العمر والدي ووالدتي في خصام مستمر طول أيهامهما إن بررت بالأول غضب ونفر الثاني إن بررت الثاني غضب الأول واتهمني بالعقوق ماذا أفعل يا فضيلة الشيخ لكي أبرهما؟ وهل أعتبر عاقا بالنسبة لأمي بمجرد أنني بررت بأبي أو العكس؟
نرجو بذلك إجابة مأجورين؟
ج- الإجابة على هذا أن نقول أن بر الوالدين من أوجب الواجبات التي تجب للبشر على البشر لقول الله تعالى {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا} .. وقوله تعالى " وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا} .. وقوله تعالى {إن اشرك لي ولوالديك إلى المصير ".. والأحاديث فى هذا كثيرة جداً والواجب على المرء أن يبر والديه كليهما الأم والأب، يبرهما بالمال والبدن والجاه وبكل ما يستطيع من البر حتى أن الله تعالى قال
{ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلى المصير وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً} فأمر بمصاحبة هذه الوالدين المشركين اللذين يبذلان الجهد في أمر أبنهما في أمر ولدهما بالشرك ومع ذلك أمر الله أن يصاحبهما في الدنيا معروفاً، وإذا كان ذلك كذلك فالواجب عليك نحو والديك اللذين ذكرت أنهما في خصام دائم وأن كل واحد منهما يغضب عليك إذا بررت الآخر الواجب عليك أمران الأول بالنسبة للخصام الواقع بينهما أن تحاول الإصلاح بينهما ما استطعت حتى يزول ما بينهما من الخصام والعداوة والبغضاء لأن كل واحد من الزوجين يجب عليه للآخر حقوق لابد أن يقوم بها، ومن بر والديك أن تحاول إزالة هذه الخصومات حتى يبقى الجو صافياً وتكون الحياة سعيدة، وأما الأمر الثاني فالواجب عليك نحوهما أن تقوم ببر كل واحد منهما، وبإمكانك أن تتلافى غضب الآخر إذا بررت صاحبه بإخفاء البر عنه، وتبر أمك بأمر لا يطلع عليه والدك، وتبر والدك بأمر لا تطلع عليه أمك وبهذا يحصل المطلوب ولا ينبغي أن ترضى ببقاء والديك على هذا النزاع وهذه الخصومة ولا على هذا الغضب إذا بررت الآخر، والواجب عليك أن تبين