جابر رضي الله عنه قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن النشرة فقال " هي من عمل الشيطان ". وفسر العلماء هذه النشرة بأنها ما كان يُعمل في الجاهلية من حل السحر بمثله، ويلتحق بذلك كل علاج يستعان فيه بالكهنة والعرافين وأصحاب الكذب والشعوذة.
وبذلك يُعلم أن العلاج لجميع الأمراض وأنواع الصرع وغيره إنما يجوز بالطرق الشرعية والوسائل المباحة، ومنها القراءة على المريض، والنفث عليه بالآيات والدعوات الشرعية لقوله صلى الله عليه وسلم " لا بأس بالرقى ما لم تكن شركاً ". وقوله صلى الله عليه وسلم " عباد الله تداووا ولا تداووا بحرام "، أما كتابة الآيات والأدعية الشرعية بالزعفران في صحن نظيف أو أوراق نظيفة ثم يغسل فيشربه المريض فلا حرج في ذلك، وقد فعله كثير من سلف الأمة كما أوضح ذلك العلامة ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد وغيره، إذا كان القائم بذلك من المعروفين بالخير والاستقامة. وبالله التوفيق.
الشيخ ابن باز
* * *
[حكم التداوي بالقرآن]
س ما حكم التداوي بالقرآن، والتراقي به واتخاذ المعوذات والتمائم؟
ج يجوز التداوي بالقرآن؛ لما ثبت في الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري قال انطلق نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في سفرة سافروها، حتى نزلوا على حي من أحياء العرب فاستضافوهم فأبوا أن يُضيفوهم، فلُدغ سيد ذلك الحي، فسعوا له بكل شيء لا ينفعه شيء، فقال بعضهم لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين نزلوا لعلهم أن يكون عندهم بعض الشيء، فأتوهم فقالوا يا أيها الرهط، إن سيدنا لُدغ، وسعينا له بكل شيء لا ينفعه شيء، فهل عند أحد منكم من شيء، فقال بعضهم نعم، والله إني لأرقي، ولكن استضفناكم فلم تضيفونا فما أنا براقٍ حتى تجعلوا لنا جعلا، فصالحوهم على قطيع من الغنم فانطلق يتفل عليه ويقرأ " الحمد لله رب العالمين " فكأنما نشط من عقال، فانطلق يمشي وما به قلبه. قال فوفوهم جُعلهم الذي صالحوهم عليه، فقال بعضهم اقتسموا، فقال الذي رقى لا تفعلوا حتى نأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنذكر له الذي كان فننظر ما يأمرنا، فقدموا على النبي صلى الله عليه وسلم فذكروا له ذلك، فقال " وما يدريك أنها رقية "، ثم قال " لقد أصبتم، اقتسموا واضربوا لي معكم سهمًا ".