س - يثير البعض قضية إن الله - عز وجل - قد تكفل بحفظ هذا الدين، ومن ثم فإنه العمل الذي يؤديه الدعاة في سبيل خدمة الإسلام عبث لا داعي له، فكيف الرد على هؤلاء؟
ج- الرد على هؤلاء بسيط لأن نزعتهم نزعة من ينكر الأسباب، ولا ريب أن إنكار الأسباب من الضلال في الدين والسفه في العقل، إن الله سبحانه وتعالى تكفل بحفظ هذا الدين لكن بأسباب، وذلك بما يقوم به الدعاة إلى هذا الدين من نشره وبيانه للناس والدعوة إليه.. وما هذا القول إلا بمنزلة من يقول لا تتزوج فإن قدر لك ولد فسيأتيك. أولا تسعى في الرزق فإن قدر لك رزق فسيأتيك. فنحن نعلم أن الله سبحانه وتعالى إذا كان يقول {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} فإنما يقول ذلك لعلمه بأنه سبحانه وتعالى حيكم لا تكون الأشياء إلا بأسباب، فيقدر الله تعالى لحفظ هذا الدين من الأسباب ما يكون به الحفظ.
ولهذا نجد علماء السلف حينما حفظ الله بهم دينه من البدع العقدية والعملية صاروا يتكلمون ويكتبون ويبينون الناس. فلابد أن نقوم بما أوجبه الله علينا من الدفاع عن الدين وحمايته ونشره بين العباد.. وبذلك يتحقق الحفظ المطلوب.
الشيخ ابن عثيمين
* * * *
[نشر الكتب والأشرطة النافعة من الدعوة إلى الله]
س - أنا شاب أريد أن أكون داعية، ولكن لا يوجد لدي الأسلوب المناسب، هل الشريط الإسلامي والكتاب الإسلامي المفيد يكفي بأن أقوم بنشره أو توزيعه.. أفيدوني جزاكم الله خيراً؟
ج- نعم، لا شك أن الإنسان قد لا يتمكن من الدعوة بنفسه، ولكنه يتمكن من الدعوة بنشر الكتب النافعة والأشرطة النافعة، ولكن بناء على أنه لا يستطيع الدعوة بنفسه فإنه لا