س - هل يأثم من حفظ القرآن ثم نسيه بعد ذلك لانشغاله بأمور حياته؟
ج- الصحيح أنه لا يأثم بذلك ولكن يشرع بعد للمسلم العناية بمحفوظة من القرآن وتعاهده حتى لا ينساه عملا قول النبي، - صلى الله عليه وسلم -، {تعاهدوا هذا القرآن فوالذي نفسي بيده إنه لأشد تفلتا من الإبل في عقلها} . وإنما المهم الأعظم العناية بتدبر معانيه والعمل به. فمن عمل به فهو حجة له ومن ضيعه فهو حاجة عليه لقول النبي، - صلى الله عليه وسلم -، {والقرآن حجة لك أو عليك} رواه مسلم، في صحيحه من حديث الحارث الأشعري في حديث طويل.
الشيخ ابن باز
[حكم قراءة القرآن بأجرة للميت]
س - حافظ القرآن يصلي بالناس أو يقرأ للميت بأجرة يستوفيها قبل القراءة فهل يجوز ذلك؟
ج- تلاوة القرآن من أفضل العبادات، والأصل في العبادات أن تكون خالصة لوجه الله لا يقصد بها سواه من دنيا يصيبها أو وجاهة يحظى بها، إنما يرجي بها الله ويخشى عذابه قال الله تعالى {فاعبد الله مخلصا له الدين ألا الله الدين الخالص} سورة الزمر، وقال {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء} سورة لابينة، وفي الحديث عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال سمعت رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، يقول {إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل إمرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو إمرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه} ، رواه البخاري ومسلم، فلا يجوز لقارئ القرآن أن يأخذ على قراءته أجرا يستوفيه قبل القراءة أو بعدها سواء أكانت هذه القراءة في الصلاة أم كانت على الميت، ولذا لم يرخص أحد من العلماء في الاستئجار على تلاوة القرآن وليس من هذا أخذ أثمة المساجد والمؤذنين