لأن السجائر طاهرة وليست نجسة نجاسة حسية، ولكن عليهم إثم بشرب هذه السجائر فإن شرب الدخان ثبت في وقتنا الحاضر أنه محرم، وإن كان من قبل قد اختلف فيه أهل العلم فمنهم من يبيحه ومنهم من يكرهه ومنهم من كان يحرمه، لكن بعد أن ثبت من الناحية الطبية أنه مضر وأنه يسبب الأصابة بأمراض مستعصية قد تؤدي إلى الهلاك، بعد أن ثبت هذا تبين أنه محرم، لقوله تعالى {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} . وثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن أكل البصل والثوم قبل الذهاب إلى المساجد، وقال إن ذلك يؤذي وإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم، وإذا نظرنا إلى التدخين وجدنا أن الدخان فيه ضرر على البدن وفيه إضاعة للمال وفيه أذية للناس.
الشيخ ابن عثيمين
* * *
[حكم الصلاة خلف أهل البدع]
س يُفتي البعض بأنه لا يجوز الصلاة وراء الإمام المبتدع والذي ينكر كثيرًا من السنن , غير أن الحديث يقول "صلوا وراء كل برٍّ وفاجر ". فهل تجوز الصلاة وراء هذا الإمام أم لا؟
ج هذا الحديث الذي أشار إليه السائل " صلوا وراء كل بر وفاجر " لا أصل له بهذا اللفظ. ولكن لا شك أن الصلاة خلف من هو أتقى لله وأقوى في دين الله أفضل من الصلاة خلف المتهاون بدين الله. وأهل البدع ينقسمون إلى قسمين أهل بدع مكفرة , وأخرى غير مكفرة. فأما أهل البدع المكفرة فإن الصلاة خلفهم لا تصح , لأنهم كفار لا تقبل صلاتهم عند الله فلا يصح أن يكونوا أئمة للمسلمين. وأما أهل البدع غير المكفرة فالصلاة خلفهم تنبني على خلاف العلماء في الصلاة خلف أهل الفسق، والراجح أن الصلاة خلف أهل الفسق جائزة , إلا إذا كان في ترك الصلاة خلفهم مصلحة , مثل أن يكون ذلك سبباً في ردعهم عن فسوقهم , فإن الأولى هنا ألا يصلّى خلفهم.