يصلحون ما أفسد الناس} . والحديث الثاني يدل على بقاء الإصلاح والدعوة والعلم والتعليم، وفيه بشارة أن هناك طائفة لا تزال ظاهرة على الحق، فالغربة لا تنافي الطائفة، ولا يلزم أن تكون في مكان واحد، والحق لابد من بقائه حتى يخرج الدجال، وحتى تأتي الريح. ثم أن هذه الغربة قد تزداد في مصر من الأمطار وتقل في مصر آخر، وقد تكون الغربة ذات معان متعددة في كثرة البدع أو في إنكار صلاة الجماعة أو عدم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومن أعظمها، غربة أهل التوحيد وظهور الشرك نسأل الله العافية. وقد يظهر الإسلام في ناحية ويكون فيها أحسن مما قبل كما هو الواقع، وقد يكون في زمان أفضل من زمان آخر.
أما حديث {لا يأتي زمان إلا والذي بعده شر منه} فهو محمول على الأغلب فلا يمنع أن يكون في بعض الزمان أحسن مما قبله كما جرى في زمان عمر بن العزيز فإن زملائه أحسن من زمان سليمان والوليد.. وكما حصل في زمان شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم من ظهور السنة والرد على المبتدعة.. وكما جرى في الجزيرة بعد دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله.
الشيخ ابن باز
* * * *
[حديث {أعقلها وتوكل}]
س - إن جماعة من طلبة العلم مر عليهم في قراءتهم في حديث أن أعرابياً جاء إلى النبي، - صلى الله عليه وسلم -، فقال {أعقل وإلا أتوكل، قال اعقل ناقتك وتوكل على الله} ، لكن قال الناس إن هذا الحديث ليس بثابت، أرجو الإفادة هل هو صحيح أم لا؟
ج- الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وآله وبعد
روى الترمذي في سنته من طريق أنس رضي الله عنه قال قال رجل يا رسول الله أعقلها وأتوكل أو أطلقها وأتوكل، قال، - صلى الله عليه وسلم -، {إعقليها وتوكل} ثم ذكر الترمذي عن يحي بن سعيد القطان أنه قال وهذا عندي حديث منكر، ثم قال الترمذي وهذا غريب من حديث أنس لا نعرفه إلا من هذا الوجه، قال الترمذي وقد روي عن