لقرب مخرجها وصعوبة التمييز بينهما في المنطق كما نص عليه جمع من أهل العلم منهم الحافظ ابن كثير في تفسير القاتحة.
اللجنة الدائمة
* * * *
[السور المنجيات]
س - جاءني بعض طلبة دار الحديث بالمدينة المنورة بنسخة تسمى السور المنجيات فيها سورة الكهف والسجده ويس وفصلت والدخان والواقعة والحشر والملك، وذكر أنها وزع منها الكثير في حرم مكة والمدينة وغيرهما فهل هناك دليل على تخصيصها بهذا الوصف وتسميتها بهذا الاسم؟
ج- القرآن كله سورة وآياته شفاء لما في الصدور، وهدى ورحمة للمؤمنين، ونجاة لمن اعتصم به واهتدى بهداه من الكفر والضلال والعذاب الأليم، وبين رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، بقوله وعمله وتقريره جواز الرقية، ولم يثبت عنه، - صلى الله عليه وسلم -، أنه خص هذه السور الثمان بأنها توصف أو تسمى بالمنجيات بل ثبت أنه كان يعوذ نفسه بالمعوذات الثلاث {قل هو الله أحد} ، {وقل أعوذ برب الفلق} ، {وقل أعوذ برب الناس} يقرؤهن ثلاث مرات وينفث في كفيه عقب كل مرة ويمسح بها وجهه وما استطاع من جسده، ورقى أبو سعيد بفاتحة الكتاب سيد حي من الكفار قد لدغ فبرأ بإذن الله وأقره النبي، - صلى الله عليه وسلم -، على ذلك، وقرر قراءة آية الكرسي عند النوم، وأن من قرأها لم يقربه شيطان تلك الليلة، فمن خص السور المذكورة في السؤال بالمنجيات فهو جاهل مبتدع، ومن جمعها على هذا الترتيب مستقلة عما سواها من سور القرآن رجاء النجاة أو الحفظ أو التبرك بها فقد أساء في ذلك وعصى لمخالفته لترتيب المصحف العثماني الذي أجمع عليه الصحابة رضي الله عنهم ولهجره أكثر القرآن وتخصيصه بعضه بما لم يخصه به رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، ولا أحد من أصحابه وعلى هذا فيجب منع هذا العمل والقضاء على ما طبع من هذه النسخ انكاراً للمنكر وإزالة له.