للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن الجنين في بطن أمه إذا مضى عليه أربعة أشهر بعث الله إليه ملكا ينفخ فيه الروح ويكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أم سعيد.

والرزق أيضا مكتوب لا يزيد ولا ينقص، فمن الأسباب التي يعملها الإنسان السعي لطلب الزرق كما قال الله - تعالى - " هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور ".

ومن الأسباب أيضاً صلة الرحم من بر الوالدين، وصلة القرابات، فإن النبي، - صلى الله عليه وسلم -، قال " من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه ". ومن الأسباب تقوى الله - عز وجل - كما قال - تعالى " ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ".

ولا تقل إن الرزق مكتوب ومحدد ولن أفعل الأسباب التي توصل إليه، فإن هذا من العجز، والكياسة والحزم أن تسعى لرزقك ولما ينفعك في دينك ودنياك، قال النبي، - صلى الله عليه وسلم -، " الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني ". وكما أن الرزق مكتوب مقدر بأسبابه، فكذلك الزواج مكتوب مقدر، وقد كتب لكل من الزوجين أن يكون زوج الآخر بعينه، والله - تعالى - لا يخفي عليه شيء في الأرض ولا في السماء.

الشيخ ابن عثيمين

* * *

[حكم العزوف عن الزواج بحجة التبتل]

س - يعلل بعض الشباب عزوفهم عن الزواج بالانقطاع للعبادة والتبتل.. ما تعليقكم على هذا؟

ج- تعليقنا على هذا أن هذه العلة عليلة بل هي ميتة، لأن النبي، - صلى الله عليه وسلم -، رد التبتل على من أراده من أصحابه، وقال " أنا أصوم وأفطر، وأقوم وأنام، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني ".

<<  <  ج: ص:  >  >>