س ما حكم رفع الصوت بالاستغفار والذكر عقب الصلاة، مع العلم أن في هذا مضايقة للآخرين بحيث يتعذر عليهم التسبيح والذكر بخشوع، وكذلك يتعذر على من يتم صلاته أن يتمها بخشوع وتدبر؟
ج السنة أن يجهر به كما كان عليه الصلاة والسلام يجهر بذلك، قال ابن عباس - رضي الله عنهما - (كان رفع الصوت بالذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم) ، وإذا رفع الناس أصواتهم جميعاً فلن يشوش بعضهم على بعض. لكن يشوش بعضهم على بعض إذا كان أحدهم يجهر والآخر يُسر، والذي يسر لاشك أنه يشوش عليه، لكنه لو رفع صوته مثلهم ما حصل التشويش، وأما الذين يقضون فهم الذين فعلوا ذلك بأنفسهم، ولو شاءوا لتقدموا ولم يشوش عليهم أحد، وكما قلت إذا كانت الأصوات جميعًا مختلطة ما حصل التشويش حتى على الذين يقضون؛ كما تشاهد الآن في يوم الجمعة الناس يقرؤون كلهم القرآن الكريم وهم يجهرون. ومع ذلك يأتي المصلي ويصلي ولا يحدث له تشويش.
الشيخ ابن عثيمين
* * *
[حكم المواظبة على مصافحة الإمام والمصلين بعد الصلوات الخمس]
س ما الحكم في مواظبة السلام ومصافحة الإمام والجالس على اليمين والشمال دُبر كل صلاة مفروضة؟
ج المواظبة على السلام على الإمام ومصافحته والتزام المصلي السلام على مَن عن يمينه ومَن عن يساره عقب الصللوات الخمس بدعة، لأنه لم يثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن خلفائه الراشدين وسائر الصحابة رضي الله عنهم ولو كان لنقل إلينا لتكرر الصلاة كل يوم خمس مرات، وذلك لا يخفى على المسلمين لكونه في مشاهد عامة. وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " وقال " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ". وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.