مسعود رضي الله عنه أن يقرأ عليه من سورة النساء حتى إذا بلغ {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً} قال صلى الله عليه وسلم حسبك. فتوقف ابن مسعود.
ولم يرد عنه، - صلى الله عليه وسلم -، في هذه الآية ولا غيرها أنه قال {صدق الله العظيم} ولا أمر به وعلى هذا فلا ينبغي للمء أن يقولها.
ويظن بعض الناس أن قولها مأخوذ من قوله تعالى {قل صدق الله فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفاً} وهذا ليس بصحيح بل إن هذا أمر من الله تبارك وتعالى للنبي عليه الصلاة والسلام أن يبلغ المكذبين لله ورسوله بأنه تعالى صادق فيما أوحى به من وحيه على رسله.
ونحن لا نقول لك أيها المسلم لا تقل {صدق الله العظيم} بل قلها بقلبك ولسانك لكن لا تقيدها بهذه الحال، أي حال انتهاء القراءة لأن ذلك لم يرد.
ومن المعلوم أنه يجب أن يقول الإنسان بقلبه ولسانه {صدق الله العظيم} وأن يعتقد أنه لا أحد أصدق من الله حديثاً كما قال تعالى {ومن صدق من الله حديثاً} والمهم أنه ليس في هذه الآية دليل عى ما يقوله بعض الناس بقول اللسان صدق الله العظيم عند انتهاء القراءة.
الشيخ ابن عثيمين
* * * *
[لا حرج في تفضيل قراءة أحدى سور القرآن]
س - ما حكم تفضيل سورة على أخرى وخاصة أنني أحب أن أقرأ سورة مريم مثلاً أحياناً لأنني أحس براحة واستمتاع عند قراءتها؟
ج- لا حرج أن يفضل الإنسان سورة من القرآن على سورة أخرى لأي سبب من الأسباب وإلا فالكل كلام الله - عز وجل - فالقرآن من حيث المتكلم به وهو الله سبحانه وتعالى لا يتفاضل أما من حيث ما يشتمل عليه من المعاني الجليلة العظيمة فإنه يتفاضل ولهذا ثبت عن النبي، - صلى الله عليه وسلم -، {إن أعظم سورة في كتاب الله سورة الفاتحة وإن أعظم آية في كتاب الله آيه الكرسي} .