وكان الواجب عليهم أن يذكّروه القراءة، بأن يقرأ أحدهم أول الفاتحة فإذا تذكرها فقرأها في قيامه ذلك كملت صلاته، ولو أنه أعاد تلك الركعة - التي لم يقرأ فيها الفاتحة - بعد الصلاة وسجد للسهو عن تسليمه لأجزأه ذلك. فحيث ترك القراءة في الركعة الثانية لسورة الفاتحة وهي ركن فقد بطلت تلك الركعة وحيث سلم وانتهى ومضى على ذلك زمن طويل فقد بطلت الصلاة. . فأما سجود السهو فلا يجبر النقص الذي تركه وهو الفاتحة التي هي أحد أركان الصلاة. والله الموفق.
الشيخ ابن جبرين
* * *
[حكم الجمع بين العشائين للمطر الخفيف]
س بعد الانتهاء من صلاة المغرب مباشرة فوجئنا بإقامة صلاة العشاء بسبب وجود مطر خفيف. وبعد الانتهاء من الصلاة استفسرت من الإمام عن هذه الصلاة، فأجاب بأن هذا للتيسير علينا بسبب المطر. وذكر بأن هذه الصلاة صحيحة، علمًا بأن المطر خفيف وبدون إعلان للمأمومين أيضاً. فهل هذه الصلاة صحيحة؟
ج الجمع بين الصلاتين يجوز للمطر الشديد المستمر الذي يبل الثياب، سيما إذا كان في ليل والطرق مظلمة والبرد شديد والناس في ضيق لا يقدرون من قلة ذات اليد على التغلب على البرد ونحوه، سيما إذا كان في الطرق طين ووحل ومزلة أقدام. وهذه هي الحالة التي كانوا يجمعون بين العشائين فيها، فأما إذا كانت الطرق واسعة مضيئة بالأنوار الكهربائية طوال الليل، ومسفلتة ليس بها طين ولا وحل ولا مستنقعات فيها حمأ وقذر. والناس مع ذلك أقوياء أوعندهم وسائل النقل كالسيارات يقطعون بواسطتها المسافة الطويلة بدون مشقة. وعندهم مكافحة للبرد بالثياب المتينة الكثيرة. ثم المطر الخفيف أو يتوقف عادة بعد قليل فلا يشرع الجمع حينئذ، حيث أن الأوقات وردت محددة، فلا ينتقل بالصلاة عن وقتها إلا لدليل أو عارض راجح. وإذا أبيح الجمع، فعلى الإمام أن يخبر المأمومين بالأمر، وإذا لم يفعل فلا بأس. والله أعلم.