للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[القبيلي والخضيري وحكم الزواج بينهما]

س - سائل يسأل عن معنى قولهم قبيلي وخضيري وحكم الزواج بينهما؟

ج- هذه مسألة جزئية وهي معروفة بين الناس، القبيلي هو الذي له قبيلة معروفة ينتمى إليها كقحطاني وسبيعي وتميمي وقرشي وهاشمي وما أشبه ذلك، هذا يسمى قبيلي لأنه ينتمي إلى قبيلة. ويقال قبلي على القاعدة مثل أن يقال حنفي وربعي وما أشبه ذلك نسبة إلى القبيلة التي ينتمي إليها. والخضيري في عرف الناس في نجد خاصة، ولا أعرفها إلا في نجد، فهو الذي ليس له قبيلة معروفة ينتمي إليها، وهو عربي ولكن ليس له قبيله معروفة، أي ليس معروفاً بأنه قحطاني أوتميمي، أو قرشي، لكنه عربي، ومن العرب وعاش بينهم، ولو كانت حمولته معروفة وجماعته معروفة، والمولي في عرف العرب هو الذي أصله عبد مملوك فأعتق. هؤلاء يقال لهم الموالي، والعجم هم الذين لا ينتسبون للعرب، يقال أعجمي فهم من أصول أعجمية وليسوا من أصول عربية، هؤلاء يقال لهم أعاجم، والحكم في دين الله أنه لا فضل لأحد منهم على أحد إلا بالتقوى، سواء سمي قبلياً أو خضرياً أو مولى أو أعجميا كلهم على حد سواء. لا فضل لهذا على هذا ولا هذا على هذا إلا بالتقوى كما قال النبي، - صلى الله عليه وسلم -، لا فضل لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأبيض على أسود ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى ". وكما قال الله - سبحانه - " يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجلعناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ". لكن من عادة العرب قديماً أنهم يزوجون بناتهم للقبائل التي يعرفونها ويقف بعضهم ويزوج من ليس قبيلة يعرفها وهذا باق في الناس.

وقد يتسامح بعهضم ويزوج الخضيري والمولى والعجمي كما جرى في عهد النبي، - صلى الله عليه وسلم -، فإن النبي، عليه الصلاة والسلام، زوج أسامة بن زيد بن حارثة - رضي الله عنه - وهو مولاه وعتيقة زوجة فاطمة بنت قيس - رضي الله عنها - وهي قريشية وكذلك أوب حذيفة بن عتبة ولم يبال لكونه مولى عتيقا وهذا جار في الصحابة - رضي الله عنهم - وبعدهم كثير، ولكن الناس بعد ذلك خصوصا في نجد وفي بعض المواضع الأخرى قد يقفون عن هذا ويتشددون فيه على حسب ما ورثوه عن آباء وأسلاف، وربما خاف بعضهم من إيذاء

<<  <  ج: ص:  >  >>