س إن نظرية التطور أصبحت تلاحقنا في أي مكان في كلياتنا المغربية، وحتى في الكتب والمجلات غير المتخصصة، وكأن هذه النظرية حقيقة لا يختلف عليها اثنان. فأنا طالب بكلية العلوم، شعبة البيلوجيا، ودرسنا في مادة التشريح المقارن أن السلالات تنحدر من سلالات سابقة. أريد الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة، وكذا بعض آرائكم في هذا الموضوع حتى يطمئن قلبي.
ج فكرة التطور بلا شك هي من عقائد الدهرية وأتباعهم، كغلاة الفلاسفة الطبائعيين وهي فكرة خاطئة نتجت عن ظن وتخمين بلا دليل، وهكذا يقولون بقدم العالم وإنكار المبدأ والمعاد، وينكرون حشر الأجساد، ولا شك أن هذا كفر صريح لما فيه من تكذيب خبر الله تعالى وإخبار رسله الكرام عليهم الصلاة والسلام، أما عقيدة المسلمين فإن الله خالق كل شيء، كما صرح بذلك في كتابه، ويدخل في ذلك هذه الحيوانات الموجودة في البر والبحر، فيعتقدون أن الله تعالى هكذا خلقها وجعلها من آيات قدرته وكمال ربوبيته، فقال تعالى {فأحيا به الأرض بعد موتها وبثَّ فيها من كل دابة} . وقال تعالى {وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها} . أي يعلم أما كنها وآجالها وقال تعالى {وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم} . وقال تعالى {وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وبث فيها من كل دابة} . وأخبر تعالى أنه خلق هذه الدواب من ماء كما في قوله تعالى {والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على أربع} . وهذا كمثال، وإلا فمنها ما له ست قوائم وأكثر من ذلك. وحيث إن الجميع خلق الله تعالى فقد فاوت بينها في الخلْق والرزق والكِبر والصغر، وأعطى كل شيء خلقه ثم هدى كل مخلوق لما تتم به حياته وبقاء نوعه، فهي تتولد وتنمو وتحنو على أولادها وتعرف رزقها، وكل ذلك بلا تعلُّم وإنما هو بما طبعها الله عليه، وأشرفها الإنسان، فإنها خلقت لأجله حتى يعتبر ويتفكر بما ميّزه به ربه من العقل والإدراك، كما قال تعالى {الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأخلْق الإنسان من طين} . فعلينا الاعتراف بأننا خلْق الله ومُلكه وأنه خلق ما في الكون لنا لننتفع ونعتبر. والله الموفق.