عليه الصلاة والسلام، والبيان سنّة الله في إنجائه ورد كيد أعدائه، فيتعين رجوع الضميرين المجرورين في قوله سبحانه {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ} . إلى عيسى عليه السلام رعاية لسياق الكلام، وتوحيدًا لمرجع الضميرين، وثبت في أحاديث كثيرة صحيحة من طرق متعددة بلغت مبلغ التواتر أن الله تعالى رفع عيسى إلى السماء وأنه سينزل آخر الزمان حكما عدلاً وأنه سيقتل المسيح الدجال. قال شيخ الإسلام ابن تيمية بعد أن ذكر أحاديث رفع عيسى عليه السلام ونزوله آخر الزمان من طرق كثيرة فهذه أحاديث متواترة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، من رواية أبي هريرة وابن مسعود وعثمان بن أبي العاص وأبي أمامة والنواس ين سمعان وعبد الله بن عمرو بن العاص وحذيفة بن أسيد رضي الله عنهم، وفيها دلالة على صفة نزوله ومكانه.. إلخ اهـ. ومن هذه الأحاديث ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال " والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكمًا مقسطًا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد ". قال أبو هريرة اقرءوا إن شئتم {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ} . الآية. وفي رواية عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال " كيف أنتم إذا نزل فيكم ابن مريم وإمامكم منكم؟ " وثبت في الصحيح أيضًا أن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما سمع النبي صلى الله عليه وسلم، يقول " لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة، فال فينزل عيسى ابن مريم عليه السلام فيقول أميرهم تعال صلِّ لنا فيقول لا إن بعضكم على بعض أمراء تَكرُمة الله لهذه الأمة ". فدلت الأحاديث على نزوله آخر الزمان وعلى أنه يحكم بشريعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى أن إمام هذه الأمة في الصلاة وغيرها أيام نزوله من هذه الأمة لا مجال فيها للشك، وليس هناك منافاة بين نزوله وبين ختم النبوة بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، حيث لم يأت عيسى عليه السلام بشريعة جديدة، ولله الحكم أولاً وآخرًا، يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد، لا معقب لحكمه، وهو العزيز الحكيم.
[لماذا اختص عيسى بالرفع]
س ٣ - بما أن محمدًا صلى الله عليه وسلم، أفضل الأنبياء فَلمَ لمْ يرفع إلى السماء بدلاً من عيسى؟ وإذا كان