للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لما ثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما قال أمر الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت إلا أنه خفف عن المرأة الحائض.

ومن أخر طواف الإفاضة فطاف عند السفر أجزأه عن الوداع لعموم الحديثين المذكورين وأسأل الله أن يوفق الجميع لما يرضيه وأن يتقبل منا ومنكم ويجعلنا وإياكم من العتقاء من النار إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

[كما وجه سماحته نصيحةأخرى إلى الحجاج هذا نصها]

من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى من يراه من المسلمين وفقهم الله لما فيه رضاه آمين.

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد

فقد أوجب الله عز وجل التعاون على البر والتقوى والنصحية لكل مسلم وقد أبلغني بعض الإخوان أنه يوجد من بعض الحجاج الموجودين في منى من يؤذي جيرانه بالتدخين والأغاني. ولا ريب أن إيذاء المسلمين من المحرامات المعلومة من الدين كما قال الله سبحانه (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبينا) .

وإذا كان الإيذاء التدخين أو بفتح الراديوا أو المسجلات على الأغاني، كان الأذى أكبر والإثم أعظم، لأن الغناء محرم، وهكذا التدخين من المحرمات المضرة بالدين والدنيا والصحة. وقد قال الله عز وجل (ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله) الآية قال أكثر العلماء المراد بلهو الحديث الغناء وآلات اللهو.

وقال الله عز وجل (يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات) وقال في وصف نبيه، صلى الله عليه وسلم (ويحرم عليهم الخبائث) . فبين المولى سبحانه أنه لم يحل لعباده إلا الطيبات، وأن نبيه صلى الله عليه وسلم إنما أحل لأمته الطيبات، وهي الأشياء النافعة بلا مضرة، والدخان من الأشياء الضارة الخبيثة. وقد أجمع العارفون

به من الأطباء وغيرهم على أنه مضر بالصحة خبيث العاقبة خبيث الرائحة.

وفق الله الجميع للفقه في الدين والثبات عليه وأعاذ الجميع من نزغات الشيطان.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

***

<<  <  ج: ص:  >  >>