معنى الورود في قوله تعالى {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا}
س لقد قرأت آية من سورة مريم وهي الآية (٧١ - ٧٢) التي تقول بسم الله الرحمن الرحيم {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا. ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا} . أنا أريد أن أعرف معنى هذه الآية الكريمة وخاصة معنى الورود؟
ج قد دلت الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، على أن المراد بالورود هو المرور عليها فوق الصراط، وهو منصوب على متن جهنم أعاذنا الله والمسلمين منها، والناس يمرون عليه على قدر أعمالهم كما ذكر في الأحاديث.
الشيخ ابن باز
* * *
[كيف يقوم الناس من قبورهم]
س كيف يقوم الناس من قبورهم يوم القيامة، وكيف يقوم الأ نبياء والأ قطاب والأبدال؟ ومن
أول مَن يُكسى؟
ج يُعيد الله سبحانه خَلقَ الناس يوم القيامة من عجب الذنب، فينبتون منه خلقاً سوياً كما ينبت الزرع من الحب، والنخل من النوى، ثم يخرجون من قبورهم حفاة عراة غُرْلاً، سراعاً كأنهم جراد منتشر أو فراش مبثوث لا يضلون طريق الموقف، بل هم أهدى إليه من القَطا، كأنهم إلى نصب يوفضون، وأول من تنشق عنه الأرض نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وهو أول من يفيق من الصَّعق. أما أول مَن يكسى بعد البعث فخليل الرحمن عليه الصلاة والسلام، ويشتد الهول بجميع الناس حتى يقول كل نبي يومئذ نفسي نفسي. ومَن قرأ آيات البعث من سورة القمر والمعارج والقارعة وأمثالها، تبين له الكثير مما تقدم، وثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إنكم محشورون حفاة عُراة غُرلاً " ثم قرأ {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} . وأول من يُكسى يوم القيامة إبراهيم، وإن أناساً من أصحابي يؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول أصحابي. فيقول إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم، فأقول كما قال العبد الصالح {وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ} إلى آخر قوله {الْحَكِيمُ} وثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال " إن الناس يُصعقون يوم القيامة فأكون أول من تَنْشق عنه الأرض.. ". الحديث. وفيهما أيضا " أن الناس يصعقون يوم القيامة فأكون أول من يفيق " الحديث.
انظر تحقيق الحديثين في شرح الطحاوية عند كلام الطحاوي في أحوال الناس يوم القيامة.