ج لا يجوز الجمع بين الصلوات بدون عذر لقول الله تعالى {فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً}(سورة النساء، الآية ١٠٣) . ولأن النبي صلى الله عليه وسلم وقّت الصلوات وجعل لكل صلاة وقتاً محدداً، فتقديم الصلاة عن وقتها أو تأخيرها عن وقتها بدون عذر شرعي من تعدي حدود الله عز وجل. وقد قال الله تعالى {ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون} . (سورة البقرة، الآية ٢٢٩){ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه} . فعلى المرء أن يصلي كل صلاة في وقتها، ولكن إذا دعت الحاجة وشق على الإنسان أن يصلي كل صلاة في وقتها فلا حرج عليه أن يجمع حينئذ. فيجمع بين الظهر والعصر إما جمع تقديم أو تأخير حسب الأيسر له وبين المغرب والعشاء إما جمع تقديم وإما جمع تأخير حسب الأيسر له، لقول ابن عباس رضي الله عنهما (جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء في المدينة من غير خوف ولا مطر، فسئل عن ذلك فقال أراد أن لا يحرج أمته) . أي أن لا يُدخل عليها الحرج في ترك الجمع، وهذه إشارة من ابن عباس رضي الله عنهما إلى أن الجمع لا يحل إلا إذا كان في تركه حرج ومشقة، وهذا هو المتعين فإن جمع الإنسان بين الصلاتين بدون عذر شرعي فإن الصلاة المجموعة إلى وقت الأخرى غير مقبولة عند الله ولا صحيحة، وذلك لأنه عملها عملاً ليس عليه أمر الله ورسوله، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ".
الشيخ ابن عثيمين
* * *
[دعاء الاستفتاح يسن في كل صلاة إلا الجنازة]
س هل يجب قراءة دعاء الاستفتاح في كل صلاة؟
ج دعاء الاستفتاح بقوله سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدّك ولا إله غيرك. وهو غير واجب، لكنه سنة مؤكدة بعد تكبيرة الإحرام وقبل القراءة، ولا يشرع في صلاة الجنائز وحدها. وإنما يُسن في بقية الصلوات التي فيها ركوع وسجود كالفرائض والسنن الراتبة والوتر وصلاة الجمعة والعيدين والاستسقاء والكسوف والتراويح ونحوها. وقد ورد الاستفتاح بغير هذا المذكور، فمن استفتح بشيء من الأدعية والأذكار الواردة فلا بأس بذلك.