للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الميت يعذب ببكاء أهله عليه]

س هل الميت يعذب ببكاء أهله عليه؟.

ج نعم إن الميت يعذب ببكاء أهله عليه لأن ذلك ثبت عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم. . . لكن العلماء ــ رحمهم الله ــ اختلفوا في تخريج هذا الحديث فحمله بعضهم على أن المراد به الكافر وبعضهم قال بأن المقصود به هو من يوصي أهله بالبكاء عليه بعد موته.

وآخرون قالوا هو في الرجل الذي يعلم من أهله أنهم يبكون على أمواتهم ولم ينههم عن ذلك قبل موته لأن رضاه وسكوته دليل على رضاه بفعل المنكر والراضي بالمنكر كفاعل المنكر.

هذه ثلاثة أوجه في تخريج الحديث. . لكنها كلها مخالفة لظاهر الحديث لأنه ليس فيه.

والحديث على ظاهره أن الميت يعذب ببكاء أهله عليه وليس عذاب عقوبة لأنه لم يفعل ذنباً حتى يعاقب عليه لكنه عذاب تألم وتضجر من هذا البكاء. . والتألم والتضجر لا يلزم أن يكون عقوبة. .

ألا ترى إلى قوله، صلى الله عليه وسلم في السفر أنه قطعة من العذاب. . وليس السفر عقوبة ولا عذاب، لكنه هم واستعداد وقلق نفسي. . فلذلك عذاب الميت في قبره من هذا النوع أي أنه يحصل منه تألم وقلق وتعب وإن لم يكن ذلك عقوبة ذنب.

الشيخ ابن عثيمين

***

[حكم ترك وجه الميت مكشوفا عد أيام لغير ضرورة]

س ما حكم ترك المتوفى مكشوف الوجه لا لضرورة مدة يوم أو يومين أو ثلاثة أو أكثر بدون دفن ليستعرضه الغريب والبعيد؟ وما حكم النظر يومياً إلى هذا المتوفى رجلاً وامرأة وهل في بقائه مكشوف الوجه مخالفة لتعاليم الإسلام؟.

ج أولاً من السنة أن الإنسان إذا توفي غطى جسمه كله وجهه وغيره، لما ثبت عن عائشة ــ رضي الله عنها ــ أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، حين توفي سجي ببرد حبرة رواه أحمد والبخاري ومسلم والتسجية التغطية وهذا أمر معروف بين الصحابة رضي الله عنهم. وهو امتداد لما كان عليه العمل في عهد النبي، صلى الله عليه وسلم، قال النووي في شرح مسلم إنَّ تسجية الميت مجمع عليها والحكمة في ذلك صيانة الميت عن الانكشاف وستر صورته المتغيرة عن الأعين، وتكون ــ التسجية بعد نزع ثيابه التي توفي فيها. لئلا يتغير بدنه بسببها. ا. هـ. . ومن هذا يتبين أن ما ذكر في السؤال من ترك وجه الميت مكشوفاً يوماً أو أياماً يستعرضه الناس وينظرون إليه مخالف لسنة الإسلام وما أجمع عليه المسلمون. أما إنْ أحب أهله أن يكشفوا وجهه ويروه دون تأخير تجهيزه ودفنه فلا بأس لما ثبت عن جابر بن عبد الله

<<  <  ج: ص:  >  >>