أو قرينة ضعيفة لا تستلزم هذا الظن هو أمر محرم عليه وداخل فيما نهى الله عنه في قوله {يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن} الآية وليعلم الإنسان أنه لا يلفظ كلمة واحدة إلا كانت مكتوبة لقوله تعالى {ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد} .. هذا بالنسبة للنقل عن الغير، أما بالنسبة للمنقول إليه فإنه لا يجوز له قبول خبر من يتهمه لحقد أو عداوة.. لقوله تعالى {يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين} ، سورة الحجرات، الآية ٦. فإذا حدثك أحد عن شخص بسوء فتثبت إذا كان غير عدل عندك فإن من الناس من يكون سريعاً بنقل الشيء بلا ترو ولا تثبت، ومن الناس من يكون فاسقاً يحب أن يرمي العداوة بين المسلمين والبغضاء.. ومن الناس من يكون عدواً لشخص معين يحب أن يسقطه وينتهك عرضه حتى يبتعد الناس عنه فهذا ما أحب أن أوجهه تعليقاً على هذا السؤال.
الشيخ ابن عثيمين
* * * *
[الفرق بين خمر الدنيا وخمر الآخرة]
س - كلنا نعلم تحريم الخمر في الدنيا وأنه يسكر وأنه يخامر العقل ولهذا فهو رجس من عمل الشيطان. وأنه أم الخبائث كما قال النبي، - صلى الله عليه وسلم -، والسؤال يا سماحة الشيخ لماذا الخمر في الدنيا حرام وفي الآخرة حلال؟
ج- خمر الأخرة طيب ليس فيه إسكار ولا مضرة ولا أذى. أما خمر الدنيا فقيه المضرة والإسكار والأذى. أي أن خمر الآخرة ليس فيه غول ولا ينزف صاحبه وليس فيه ما يغتال العقول ولا ما يضر الأبدان. أما خمر الدنيا فيضر العقول والأبدان جميعاً، فكل الأضرار التي في خمر الدنيا منتفية عن خمر الآخرة.