المخلوقين داخلة في دين الله عز وجل ان الله ذكر المعاملة بين الناس في أطول آية في القرآن الكريم وهي آية الدين {يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه} .. إلى أن قال {فإن أمن بعضكم بعضا فليؤد الذي أؤتمن أمانته وليتق الله ربه} الآية.
والإنسان الذي يحكم شرع الله - عز وجل - في العبادات دون المعاملات هو في الحقيقة كافر بالشرع كله، ذلك لأن الشرع كله من الله - عز وجل - فإذا آمن ببعض وكفر ببعض كان كافراً بالجميع.. قال تعالى منكرا على بني إسرائيل {أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض} .
فالذي يؤمن ببعض الرسل دون بعض أو ببعض شريعة رسول الله دون بعض هو في الحقيقة كافر متبع لهواه، وأما رد هؤلاء على من يقول إن الدين يشمل هذه الأشياء جميعاً فهذا ليس بصواب، لأن طاعة الرسول من طاعة الله سبحانه وتعالى ومعنى طاعة الرسول أن نمتثل أمره فيما أمرنا به وأن نجتنتب نهيه فيما نهانا عنه، كما أن هذا هو تفسير الطاعة بالنسبة لله تعالى ومما أمرنا به الله تعالى ورسوله أن نلخص العبادة لله وحدة ولا نشرك به شيئاً.
الشيخ ابن عثيمين
* * * *
[الإيمان باله منع " يوسف " من فعل ماهم به]
س - في سورة يوسف يقول تعالى {لولا أن رأى برهان ربه} .. ما معنى البرهان؟ وما المقصود به؟
ج- يقول تعالى {ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه} برهان ربه - الذي حال بينه وبين تنفيذ ما حصل فيه الهم - هو الإيمان والخشية والخوف من الله - عز وجل - فإن إيمان الإنسان بالله يحميه من أن يقع في أمر حرمه الله.. وكلما كان أعلم بالله كان منه أخوف وأشد خشية. قال تعالى {إنما يخشى الله من عباده العلماء} ويوسف عليه السلام رأي برهان الله - عز وجل - وهو النور الذي قذفه الله في قلبه وكان نابعاً من الإيمان والخشية ومنعه ذلك من حصول ما كان فيه الهم.