أو طالب علم مجد في طلبه أو عامياً لكنه علم المسألة علماً يقينياً.. فإن الرسول، - صلى الله عليه وسلم -، يقول {بلغوا عني ولو آية} .. ولا يشترط في الداعية أن يبلغ مبلغاً كبيراً في العلم، لكن يشترط أن يكون عالماً بما يدعو إليه، أما أن يقوم عن جهل ويدعو بناءً على عاطفة عنده فإن هذا لا يجوز.
ولهذا نجد عند الإخوة الذين يدعون إلى الله وليس عندهم من العلم إلا القليل.. نجدهم لقوة عاطفتهم يحرمون ما لم يحرمه الله، ويوجبون ما لم يوجبه الله على عباده، وهذا أمر خطيرً جداً.. لأن التحريم ما أحل الله كتحليل ما حرم الله.. فهم مثلاً إذا أنكروا على غيرهم تحليل هذا الشيء فغيرهم ينكر عليهم تحريمه أيضاً لأن الله جعل الأمرين سواء. فقال {ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام، لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون متاع قليل ولهم عذاب أليم} .
الشيخ ابن عثمين
* * * *
[الطرق الناجحة للدعوة إلى الله سبحانه]
س - ما هي الطرق الناجحة في نظركم للقيام بالدعوة إلى الله في هذا العصر؟
ج- أنجح الطرق في هذا العصر وأنفعها استعمال وسائل الإعلام لأنها ناجحة وهي سلاح ذو حدين، فإذا استعملت هذه الوسائل في الدعوة إلى الله وإرشاد الناس إلى ما جاء به الرسول، - صلى الله عليه وسلم -، من طريق الإذاعة والصحافة والتلفاز فهذا شيء كبير ينفع الله به الأمر أينما كانت وينفع الله به غير المسلمين أيضاً حتى يفهوا الإسلام وحتى يعقوله ويعرفوا محاسنه ويعرفوا أنه طريق النجاح في الدنيا والأخرة.
والواجب على الدعاء وعلى حكام المسلمين أن يساهموا في هذا بكل ما يستطعون من طريق الإذاعة ومن طريق الصحافة ومن طريق التلفاز ومن طريق الخطابة في المحافل ومن طريق الخطابة في الجمعة وغير الجمعة وغير ذلك من الطرق التي يمكن إيصال الحق بها إلى الناس وبجميع اللغات المستعملة حتى تصل الدعوة والنصيحة إلى جميع العالم بلغاتهم. هذا هو الواجب على جميع القادرين من العلماء وحكام المسلمين والدعاة إلى الله - عز وجل -