للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحقيقة التوكل هو صدق اعتماد القلب على الله - عز وجل - في استجلاب المصالح ودفع المضار من أمور الدنيا والآخرة، ومعنى الحديث أن الناس لو حققوا التوكل على الله بقلوبهم واعتمدوا عليه إعتماداً كلياً في جلب ما ينفعهم ودفع ما يضرهم وأخذوا بالأسباب المفيدة لساق إليهم أرزاقهم مع أدنى سبب كما يسوق إلى الطير أرزاقها بمجرد الغدو والرواح وهو نوع من الطلب ولكنه سعي يسير، وتحقيق التوكل لا ينافي السعي في الأسباب التي قدر الله سبحانه وتعالى المقدرات بها وجرت سنته في خلقه بذلك فإن اله تعالى أمر بتعاطي الأسباب مع أمره بالتوكل فالسعي في الأسباب بالجوارح طاعة، والتوكل بالقلب عليه إيمان به قال تعالى {وعلى الله فليتوكل المؤمنون} فجعل التوكل مع التقوى التي هي القيام بالأسباب المأمور بها والتوكل، بدون القيام بالأسباب المأمور بها عجز مخص وإن كان مشوباً بنوع من التوكل فلا ينبغي للعبد أن يجعل توكله عجزاً، ولا عجزه توكلاً، وإن كان توكله من جملة الأسباب التي لا يتم المقصود إلا بها كلها.

وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

* * * *

[أحاديث في رؤية النبي، - صلى الله عليه وسلم -]

س - ما صحة الحديث المروى عن رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، الذي معناه {من رآني فقد رآني} والحديث الآخر الذي معناه " من رأي فقد حرمت عليه النار وما معنى الذي يدلان عليه؟

ج- الحديث الأول وهو قوله صلى الله عليه وسلم {من رأني فقد رآني حقاً} ، فهذا حديث صحيح وله ألفاظ منها قوله، - صلى الله عليه وسلم -، {من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي..} .. ومنها قوله، - صلى الله عليه وسلم -، {من رآني في المنام فقد رأى الحق فإن الشيطان لا يتمثل بي} .. في عدة الفاظ وردت عنه عليه الصلاة والسلام، وقد دلت كلها على أن عدو الله الشيطان قد حيل بينه وبين أن يتمثل في صورة النبي، - صلى الله عليه وسلم -، فمن رأي النبي، - صلى الله عليه وسلم -، في المنام فقد رأى الحقيقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>