أكفاء له فيما بعد، وإلا لتعذر عليه ذاته الظهور ثانية على وجه الأرض بعد المرة الأولى، وانقطعت رسله!!
هذا، ويرى المجمع الفقهي أنه ليس مستغرباً أن يوجد في المختلين عقليا من يتصور نفسه عالما محققا متعمقا، أو فليسوفا، فهذا مرض من الأمراض، ولكن الغريب كل الغريب أن تنتشر صحيفة عربية مشهورة في بلد عربي إسلامي مثل هذا الهذيان الذي لا يبلغه هذيان المحمومين تحت عنوان بارز بأن هذا هو معنى التوحيد المستفاد من سورة الإخلاص، تلك السورة القصيرة العظيمة التي عبرت عن حقيقة التوحيد بكلمات قليلة محكمة كانت وستبقى على مدى الحياة أعظم من الجبال الشامخة بلاغة ورسوخاً، وتحدياً لعواصف الأفكار والتيارات الزائفة، والشرك والألحاد الذين هما ضلال وانحطاط في بعض العقول البشرية بعومل مختلفة.
فإذا كان ذلك الهذيان تفسيراً منطوقاً لسورة الإخلاص العظيمة، فماذا ترك صاحبه للفرق الباطنية الهدامة التي تتلاعب بآيات الله في كتابه العربي المبين كما تشاء لها غاياتها الخبيثة ضلالاً وتضليلاً؟
فمثل هذا العمل هو إجرام وعبث بآيات الله، وردة عن الإسلام.
فكيف يسوغ لصحيفة عربية صاحبها ينتسب للإسلام في بلد إسلامي أن تجعل من صفحاتها منبراً لأمثال ذلك؟ وكيف تنجو هي والكاتب المستهزئ بآيات القرآن العظيم من المسئولية التي تقتضيها نصوص الدساستير وقوانين العقوبات والمطبوعات في بلدها وسائر البلاد العربية؟
لذلك ولخطورة هذا السلوك غير المسئول في الصحافة والنشر فيما يجترأ به على العقائد والمقدسات الإسلامية. قرر مجلس المجمع الفقهي لفت أنظار المسئولين الذين تقع على عاتق سلطانهم حماية جميع تلك المقدسات من العبث بها، وإحالة هذا القرار إلى الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي لتقوم بإرساله إلى المسئولين في دولة الكويت وسواها ليقوما بواجبهم فيما يوجبه دينهم وحقوق شعوبهم عليهم نحو كتاب ربهم وسنة رسولهم، - صلى الله عليه وسلم -، من صيانة وحمايتها من أن تكون ألعوبة في يد من يشأ تضليل