أن النبي، - صلى الله عليه وسلم -، قال قيما يرويه عن ربه {يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا} والظلم ظلمات يوم القيامة، والظلم بحق غير الله - عز وجل - لا يغفر لأنه حق العباد، وحق العباد لابد من استيفائه وقد قال النبي، - صلى الله عليه وسلم -، لأصحابه ذات يوم {من تعدون المفلس فيكم؟ قالو المفلس من لا درهم عنده ولا متاع} قال، - صلى الله عليه وسلم -، {المفلس من يأتي يوم القيامة بحسنات أمثال الجبال فيأتي وقد ظلم هذا وضرب هذا وشتم هذا وأخذ مال هذا فيأخذ هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن بقى من حسناته شيء والا أخذ من سيئاته وطرح عليه ثم طرح في النار} ، أي أن هذا العمل منها يؤدي إلى أن يعقها ابناؤها من بنين وبنات لأن النفوس لا تتحمل الضيم في غالب الأحيان فتكون سبباً للوقوع من قبل بناتها وأبنائها في العقوق، ولأن هذا يؤدي أن تعيش عيشة سعيدة مع أبنائها وبناتها بل تبقى دائما معهم في شقاق ونزاع ومشاكل.. فنصيحتي لهذه الأم أن تصحح ما قيل عنها وأن تتقي الله -عز وجل- في نفسها وفي أولادها، وأن تعدل من سيرها معهم، وأن تعاشرهم بالمعروف حتى يقوموا بحقها الذي أوجب الله عليهم.
أما الشق الثاني فهو موجه لهؤلاء الأبناء والبنات، عليهم أن يصبروا ويحتسبوا الأجر عند الله - عز وجل - ويقوموا ببرها ما استطاعوا وهم إذا قاموا ببرها مع قطيعتها لهم فإنهم غانمون وهي الخاسرة فليصبروا وليحتسبوا، وقد ذكر رجل للنبي، - صلى الله عليه وسلم -، أن له أقارب يصلهم ويقطعونه ويحسن إليهم ويسيئون إليه ويحلم عليهم، ويجهلون عليه، فقال النبي، - صلى الله عليه وسلم -، {إن كان كما قلت فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك} . والمل هو الرماد الحار، يعني أن هذا غنم لك وغرم عليهم لقوله، - صلى الله عليه وسلم -، {ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل إذا قطعت رحمه وصلها} ، فنصيحتي لهؤلاء الأبناء والبنات أن يقوموا ببر هذه الأم ما استطاعوا وأن يصبروا على ما يحصل منها من جفاء وغلظة وأن ينتظروا من الله الفرج، وقد قال الله سبحانه وتعالى {ومن يتق الله يجعل له من أمره يسراً} وقال سبحانه وتعالى {ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب} .