للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والاتجار بها بيعا وشراء محرم، والعمل في الشركة التي تصنع إعانه على هذا الحرام وقد قال الله تعالى في كتابه {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان} سورة المائدة، الآية ٢.

فبقاؤك في هذه الشركة محرم، والأجرة التي تكسبها بعملك محرمة أيضاً وعليك أن تتوب إلى الله وأن تدع العمل في هذه الشركة، والأجرة اليسيرة الحلال خير من الأجرة الكثيرة الحرام لأن الرجل إذا اكتسب مالاً حراماً لم يبارك الله له فيه، وإن تصدق به لم يقبله الله منه، وإن خلفه بعده كان عليه غرمة ولورثته من بعده غنمه. وأعلم أنه قد ثبت عن النبي، - صلى الله عليه وسلم -، أنه قال {إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً} وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالى {يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً إني بما تعملون عليم} سورة المؤمنون، الآية ٥١، وقال تعالى {يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا الله إن كنتم إياه تعبدون} سورة البقرة، الآية ١٧٢ وذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يقول يا رب يا رب ومطعمه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام قال النبي عليه الصلاة والسلام {فأني يستجاب لذلك} .

فاستبعد النبي، - صلى الله عليه وسلم -، أن يستجاب لهذا الرجل الذي قام بأسباب إجابة الدعاء وذلك لأن مطعمه حرام وملبسه حرام ومشربه حرام وغذي بالحرام، فإذا كان هذا الداعي مع وجود أسباب إجابة الدعوة يبعد أن يستجيب الله له لكون هذه الأمور حراماً في حقه فإنه يجب على الإنسان الحذر من أكل الحرام والبعد عنه {ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب} سورة الطلاق، الآية ٣، {ومن يتق الله يجعل له من أمره يسراً} سورة الطلاق، الآية ٤.

فنصيحتي لك أيها الأخ أن تتقي الله - عز وجل - وأن تخرج من هذه الشركة وأن تطلب رزقاً حلالاً ليبارك الله لك فيه.

الشيخ ابن عثيمين

* * * *

<<  <  ج: ص:  >  >>