للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الفائدة الثّالثة:

قوله: "الملائكة" يحتمل أنّ تكون الملائكةُ الّذين همُ الحَفَظَةُ الكرَامُ الّذين قال الله: {يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ} (١).

ويحتمل أنّ تكون المعقِّبات، لقوله: "يَتَعَاقَبُونَ".

الفائدة الرّابعة (٢):

قوله: "يَتَعَاقَبُونَ" أي: طائفة بإِثْرِ طائفةٍ، وإنّما يكون التَّعَاقُبُ بين طائفتين، أو بين رَجُلَينِ، مرَّةً هذا ومرَّةً هذا، ومنه قوله (٣): الإمامُ يعقب الجيوش، أي: يُرْسِلُ هؤلاء وَقْتًا شَهْرًا وشُهُورًا *.

وأمّا قولُه: "يَتَعَاقَبُونَ" فجمع، وقد تقدَّمَ الفِعْلُ، وإنّما خاطَبَ بذلك مَنْ هذه لغته الّذين قالوا: "أكلوني البَرَاغِيث".

الفائدة الخامسة (٤):

ومعنى الحديث: أنّ ملائكةَ النَّهارِ تنزلُ في صلاة الصُّبحِ فيُحصونَ علي بني آدم، وتَعْرُجُ (٥) ملائكةُ اللَّيلِ الّذين باتُوا فيهم ذلكَ الوقت، أي: يصعدونَ، وكلُّ من صعدَ فقد عرجَ. فهذا كانت صلاةُ العصرِ نزلت ملائكةُ اللّيلِ فَأَحْصَوْا علي بني آدم، وعرجتْ ملائكةُ النَّهار، وهكذا أبدًا، حتّى ينفد عمر بني آدم (٦).

اعتراض:

فإن قيل: فهذا ماتَ العبدُ، ما تصنعُ الملائكةُ الحَفَظَةُ المُوَكَّلُونَ به؟

قال بعض العلماء: إنّهم يستغفرون له.

وقال غيره من المتأَخِّرِينَ: إنّهم يكتبونَ له الحسنات في كلِّ من سَبَّهُ وأخذ في عرضه، فتكتبها له، واللهُ أعلمُ.


(١) الرّعد: ١١.
(٢) الفقرة الأولى من هذه الفائدة مقتبسة من الاستذكار: ٦/ ٣٢١.
(٣) في الاستذكار: "قولهم" وهي أسدّ. (*) في الاستذكار: "يعقب البعوث ... ندبا شهرًا أو".
(٤) هذه الفائدة مقتبسة من الاستذكار: ٦/ ٣٢١ - ٣٢٢.
(٥) في النّسختين: "وعرجت" والمثبت من الاستذكار.
(٦) ج: "عمر العبد" والجملة ليست من الاستذكار.

<<  <  ج: ص:  >  >>