للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال بعضُ علماءنا: معنى ذلك؛ لأنّها (١) بُقْعَةٌ خُصّتْ بالعذاب وبالسَّخطِ، وقد تقدَّمَ الكلامُ على هذه المعاني في الباب الّذي قَبْلَهُ في حديثِ النَّهي عن الصّلاةِ في مرابِضِ الغَنَم.

حديث مالك (٢)، عن ابنِ شهابِ، عن محمود بن لبيد (٣) الأنصاري؛ أنّ عِتْبَانَ ابن مالكٍ كان يَؤُمُّ قَومَهُ وهوِ أعمى، وأنّه قال لرسولِ الله - صلّى الله عليه وسلم -: إنّها تكونُ الظُّلمةُ والمَطَرُ والسَّيلُ، وأَنَا رجلٌ ضريرُ البَصَرِ، فَصَلِّ يا رسولَ الله في بيتي مكانًا أَتَّخِذُهُ مصلَّى، فجاءَهُ (٤) رسولُ الله - صلّى الله عليه وسلم - فقال: "أينَ تُحبُّ أنّ أُصَلِّي؟ " فأشار إلى مكانٍ في البيتِ، فَصلَّى فيه رسولُ الله - صلّى الله عليه وسلم -.

تنبية على وَهمٍ (٥):

قال الإمام الحافظ: هكذا قال يحيى فيه: "عن مالك، عق ابن شهاب، عن محمود بن لَبِيد" وهو من الغَلَط والوَهْم الشّديد، ولم يتايعه أحدٌ من رُوَاةِ "الموطّأ" (٦) ولا غيرهم على ذلك، وإنّما رواه ابنُ شهاب عن محمود بن الرّبيع لا محمود بن لَبِيد، ولم يختلف أصحابه عليه في ذلك، وهو حديث محفوظٌ لمحمود بن الرّبيع لا لمحمود بن لَبِيد.

الفقه والفوائد المنثورة:

وهي خمس فوائد:

الفائدة الأولى (٧):

قوله: "كانَ يَؤُمُّ قَوْمَهُ وهو أَعْمَى" فيه دليلٌ على جواز إمامة الأعْمَى؛ لأنّ مثلَ


(١) في المنتقى: "أنّها".
(٢) في الموطّأ (٤٧٦) رواية يحيى.
(٣) في هامش ف أضاف المراجعُ أو بعض القُرّاء في الهامش: "ابن الرّبيع" وهو الصّواب، إلَّا أنّ يحيى رواه هكذا خطأ: "ابن لبيد".
(٤) في النسختين: "فجاء" والمثبت من الموطّأ.
(٥) هذا التنبيه مقتبسٌ من الاستذكار: ٦/ ٣٤١، وانظر التمهيد: ٦/ ٢٢٧، وكتاب الإيماء للدّاني: ٣/ ٦٢.
(٦) انظر على سبيل المثال: رواية ابن القاسم (٨)، والقعنبيّ (٣٩٥)، وسويد (٣٩٥)، والزهري (٥٧٢)، والشّافعي في مسنده: ٥٣.
(٧) هذه الفائدة مقتبسة من المنتقى: ١/ ٣٠٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>