للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيه (١): عن (٢) أنس؛ أنّ عمر إذا قَحَطَ النَّاسُ اسْتَسْقَى بالعَبَّاس بن عبد المُطَّلِب، فقامَ عمر فحمد اللهَ وأَثْنَى عليه، ثم قال: اللهُمَّ إنَّا كنًا نتوسَّلُ إليكَ بنَبِيِّنَا محمَّد - صلّى الله عليه وسلم - فكنت تَسْقِينَا، ونحن نَتَوَسَّلُ إليكَ الآن بِعَمِّ نَبِيِّنَا محمَّد - صلّى الله عليه وسلم - فَاسْقِنَا (٣)، فلَمَّا فرغ من دعائه، قام العبّاس فحَمِد اللهَ وأثنى عليه، ثمّ صلّى على النّبيِّ - صلّى الله عليه وسلم - ثمّ جعلَ يقول: اللَّهُمّ إنه لم ينزل من السَّمَاءِ بلاءٌ إلَّا بذَنْبٍ، ولن تكشفه إلَّا بتوبة، وقد تَوَسَّلَ القومُ بِي إليك لمكاني من نَبِيِّكَ، وهذه أَيدِينَا إليكَ بالذُّنُوبِ، ونواصينا إليك (٤) بالتَّوبَة، وإنَّكَ الرَّاعِي لا تهمل الضَّالَّة، ولا تدع الكسِيرَ بدارِ مَضْيَعَةٍ، وقد ضرعَ الصَّغير ورقَّ الكبير، وازتَفَعَتِ الشَّكوَى، وأنتَ تعلمُ السِّرَّ وأَخْفَى، اللَّهُمَّ فَأَغِثْهُم بغَيثِكَ قبلَ أنّ يقنطُوا فيهلكُلوا، فإنّه لا ييأس من روح الله إلَّا القوم الكافرون.

قال: فما تمَّ كلامه حتّى أَرْخَتِ السَّماء مثل الجِبَال (٥).

وقال في خبر آخر: فما اسْتكمَل الدْعاء (٦) حتّى اكتست (٧) السَّماء بالغَمَامِ، وجاء المطرُ من كلِّ مكانِ، وأنشدوا (٨).

سأل الخليفة (٩) إذ تتابع جَدْبُه (١٠) ... فسَقَى الغَمام بغُرَّةِ العبَّاسِ

عمُّ النّبيَّ وصِنْوُ وَالِدِهِ الّذي. ... وَرِثَ النّبيَّ بذاكَ دونَ النّاسِ

أَحْيَا به الله البلاد (١١) فَأَصْبَحَتْ ... مُخضَرَّةَ الأرجاءِ (١٢) بعدَ اليَاس


(١) أي في موضوع الاستسقاء، ويحتمل -وهو الراجح- في صحيح البخاريّ. ومع نهاية حديث البخاريّ ينتهي نقل المؤلِّف من شرح ابن بطّال.
(٢) "عن"، زيادة من صحيح البخاريّ.
(٣) إلى هذا الموضع أخرجه البخاريّ (١٠١٠).
(٤) "إليك" ساقطة من: غ.
(٥) أورد ابن عبد البرّ هذه الأبيات في الاستيعاب: ٨/ ٨١٥.
(٦) جـ: "الكلام".
(٧) جـ: "سكنت".
(٨) المنشد هو حسان بن ثابت والشعر في ديوانه: ١/ ٤٩١، وأورده ابن عبد البرّ في الاستيعاب: ٨/ ٨١٥ - ٨١٦، والماوردي في أعلام النبوّة: ١/ ١٧٣، وابن طاهر المقدسي في البدأ والتاريخ: ٥/ ١٨٧.
(٩) في الديوان والمصادر:"سأل الإمامِ"
(١٠) في الديوان والمصادر: " وقد تتابع جدبُنا".
(١١) في الديوان والمصادر: "أحيا الإله به البلاد".
(١٢) في الديوان والمصادر: "الأجناب".

<<  <  ج: ص:  >  >>