للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكر الشّافعيّ (١) في حديثه هذا: "بَحْريّةً" بالنَّصْبِ، كأنّه يقول: إذا ظَهَرَتِ السَّحابةُ بحريَّةً من ناحية البحرِ.

ومعنى "نَشَأَت" (٢): ظهرت وارتفعت.

وقد قيل: أنشأَت تُمْطِرُ، أي ابتدأت، ومنه قيل للشّاعر: أنشأَ يقول (٣)، وإنّما سمِّيت (٤) السَّحابةُ بَحْرِيّة لظُهورها من ناحية البَحْرِ. يقول: إذا طلعت سحابة من ناحية البحر، وأخذت ناحية الشّام نحو الشمال (٥)، فهي عينٌّ غُدَيْقَةٌ تصدق (٦) بنزول الماء.

وقوله: "فتِلْكَ عَيْنٌ غُدَيْقَةٌ" العينُ: مَطَرُ أيَّامٍ لا يَقْلَع. كذلك قال أهل العلم باللَّغة.

وقالوا أيضًا: ناحية القبلة (٧).

والعرب تقول: مُطِرْنَا بالعَيْنِ. وقد قيل: إنّ العين ماءٌ عن يمين قِبْلة (٨) العراق.


الله - صلّى الله عليه وسلم - ... الحديث. وأخرجه أيضًا من هذا الطريق ابن أبي الشّيخ في كتاب العظمة (٧٢٢) يقول الهيثمي في مجمع الزوائد: ٢/ ٢١٧ "رواه الطبراني في الأوسط" وقال: تفرد به الواقدي. قلتُ: وفي الواقدي كلام، وقد وثّقه غير واحد وبقيَّة رجاله لا بأس بهم وقد وثّقوه". وانظر رسالة ابن الصلاح في وصل البلاغات الأربع في الموطَّأ: ٢/ ٩٢٧ - ٩٢٩.
(١) في الأم: ٣/ ٣١٩.
(٢) غ، جـ: "تشاءمت" والمثبت من الاستذكار.
(٣) غ، جـ: "ومنه قال الشاعر" والمثبت من الاستذكار.
(٤) في الاستذكار: "سمّى".
(٥) في الاستذكار: "أي أخذت نحو الشام، والشام من المدينة في ناحية الشمال" ويقول ابن حببب في تفسير غربب الموطاة الورقة ٢١ "إذا نشأت سحابة من ناحية البحر من المدينة - وناحية البحر منها الغرب- فإنّما أراد إذا ابتدأت السحابة من ناحية الغرب ثمْ تشاءمت، والشام من المدبنة بناحية الجوف، يقول: ثم مالت من الغرب إلى الجوف فتلك عين غديقة. يقول: فتلك السحابة يكون منهما مطر غزير الغدق، والغزير من الماء ومن المطر إنّما صُغِّر على جهة المدح لها"، ويقول القنازعي في تفسير الموطَّأ: الررقة ٤٦ "إذا نشأت السّحابةُ من ناحية البحر الّذي هو بغربي المدينة، ثم استدارت فعلت على المدينة من ناحية الأم، يعني من جوفي المدينة، فذلك سحاب يكون منه مطرٌ غزيرٌ والغدقُ: الغزيرُ. وليى في هذا حُجَّة لمن قال بالأنواء أو نعل النّجوم وطلوعها أدلّة على المطر؛ لأنّ النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم - قال هذا بالمدينة على طريق العادة والعُرْفِ، وذلك أنّ السّحاب إذا أطلّ على المدينة من هذه النواحي كان سحاب مطر".
(٦) جـ: "يسرون" والعبارة ساقطة من الاستذكار.
(٧) انظركتاب العين للخليل: ٢/ ٢٥٤.
(٨) "قبلة" زيادة من الاستذكار.

<<  <  ج: ص:  >  >>