للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ضعْفًا" (١). ومثله من العموم: "خَيْرُ الرِّزْقِ ما يَكْفِي، وخَيْرُ الذِّكْرِ الخَفِيّ" (٢).

وفي خبر أشهر من هذا: "لا يَجْهَر بعضُكُم على بعضٍ بِالقراءةِ بينَ المغربِ والعِشَاء" (٣).

وفي التّرمذيّ (٤)، عن أبي قتادة؛ أنّ أبَا بَكْرٍ كان يُسِرُّ وعمر يجْهَرُ بالقِرَاءَةِ، فقال النبيُّ لأبي بكر - رضي الله عنه -: "ارْفَعْ قَلِيلًا ولعمر: "اخْفِضْ قَلِيلًا". وهو حديثٌ موقوفٌ على عبد الله بن رَبَاح، عن النّبِيِّ (٥)، وقد يكون مُرْسَلًا، والمُرْسَلُ عندنا حُجَّةٌ في أحكام الدِّينِ من التَّحليلِ والتَّحريم، فكيف في الفَضَائِلِ وأَبْوَابِ العبادات.

وقول عمر (٦): يا رسول الله، أُرِيدُ بذَلِكَ أنّ أُوقِظَ الوَسْنَانَ، وَأَطْرُدَ الشَّيْطَانَ، وأُرضي الرّحمن (٧).

العربية (٨):

قال الإمامُ: والوَسْنَانُ هو الّذي خَالَطَهُ النُّعاس ولم يأخذه بَعْدُ، قال الله العظيم تنزيهًا عن ذلك: {لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ} (٩).

وقال الشّاعر (١٠):

وسْنَان أَقصدَهُ النُّعاسُ فَرَنَّقَتْ ... فِي عَيْنِهِ سِنَةٌ ولَيْسَ بِنَائِمِ


(١) أورده البخاريّ في التاريخ الكبير: ٣/ ٢٧ على أنّه من قول معاوية بن قُرَّة.
(٢) أخرجه ابن المبارك في مسنده (٢٥٠)، وابن أبي شيبة (٣٤٣٧٧)، والطبراني ني الدُّعاء (١٨٨٣)، وأبو يعلى (٧٣١)، والقضاعي في مسند الشهاب (١٢٢٠)، والبيهقي في الشعب (٥٥٤) من حديث سعد بن أبي وقّاص.
(٣) أخرجه أحمد: ٢/ ٣٦ مطوّلًا من حديث ابن عمر بلفظ "بالقراءة في الصّلاة" بدل: "بين المغرب والعشاء".
(٤) الحديث (٤٤٧).
(٥) - صلّى الله عليه وسلم -.
(٦) في حديث التّرمذيّ السَّابِقِ ذِكْرُهُ.
(٧) الّذي في الجامع الكبير: "إنَّي أوقظُ الوسنان، وأَطرُدُ الشَّيطان".
(٨) انظرها في عارضة الأحوذي: ٢/ ٢٣٧.
(٩) البقرة: ٢٥٥.
(١٠) هو عديّ بن الرّقّاع، والبيت في ديوانه: ١٠٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>