للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يفضلُ سائرَ الطَّاعات بذَاتِهِ؛ وقد تفضلُ الأعمالُ بثوابِها كما جعل ثواب الصّلاة أكثر من ثواب الصِّيام. والذِّكر أفضل (١) الأعمالِ؛ لأنّه توحيدٌ وعَمَلٌ.

تنببه على مقصد (٢):

قال علماؤنا (٣): الذِّكرُ على ضربين:

أحدهما: ذكر باللِّسان (٤).

والثّاني: ذِكْرُهُ (٥) عند الأوامر بامتثالها، وعند المعاصي باجتنابها، وهو (٦) ذِكْر القلب.

والذِّكرُ أيضًا بِاللِّسانِ على ضربين: واجب، ومندوب إليه.

فالواجبُ، قراءةُ القرآن وما جرى مجراه في الصَّلاة.

والمندوبُ إليه، سائرُ الأذكار من قراءة القرآن والتّسبيح والتّهليل وغَيرِ ذلك.

فأما (٧) الواجب من الذِّكْرِ، فيحتملُ أنّ يفضلَ على سائر الأعمال من الجهاد والزَّكاةِ وغيرهما.

وأمّا المندوبُ إليه، فيحتملُ أنّ يفضلَ على سائر أعمال البِرِّ المندوب إليها لِمَعْنَيَيْن:

أحدهما: أنّ الثّوابَ عليه أعظم، وهذا طريقهُ الخبر.

والثّاني: تكرره، وهذا يُعْرَفُ بالمشاهدة والنَّظَر (٨).

وقد (٩) ورد (١٠) في حديث عن النّبيِّ - صلّى الله عليه وسلم -؛ أنّ الذِّكْرَ للهِ تعالى بِمَنْزِلَةِ الحِصْنِ


(١) غ، جـ بزيادة "من" وقد اسقطناها بناءً على ما في القبس.
(٢) الرّبع الأوّل من هذا التنيه مقتبس من المنتقى: ٢/ ٣٥٥ بتصرّف.
(٣) المراد هو الإمام الباجي.
(٤) غ: "اللسان".
(٥) في المنتقى: "ذكر" وهي أسدّ.
(٦) غ: "وهذا".
(٧) غ، جـ: "من" والمثبت من المنتقى.
(٨) هنا ينتهي النقل من المنتقى.
(٩) انظر الكلام التالي في القبس: ٢/ ٤٠٩.
(١٠) جـ: "روي".

<<  <  ج: ص:  >  >>