للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما قُلْتُهُ أَنَا والنَّبِيُّونَ من قَبْلِي: لا إله إلَّا اللهُ" الحديث (١).

الحديث السّابع: حديث ابن عبّاس (٢)؛ أنّ رسولَ الله صلّى الله عليه كان يعلِّمنا هذا الدُّعاء كما يعلِّمنا السُّورة من القرآن، يقول: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وأَعُوذُ بِكَ من عَذَابِ القَبْر، وأَعُوذُ بكَ من فِتْنَةِ المَسِيحِ الدَّجَّالِ، وأَعوذُ بكَ من فِتْنَةِ المَحْيَا وَالمَمَاتِ".

الإسناد:

الحديثُ صحيح مُتَّفَقٌ عليه (٣)، ويتعلّق به من الفوائد والشّرح ثلاث فوائد:

الفائدةٌ الأُولى (٤):

قوله: "اللَّهُمَّ إني أعوذُ بِكَ من عَذَابِ جَهَنَّم" وجهنَّمُ دارٌ أُعِدَّت للكافرينَ، كما أُعِدَّت الجنَّة للمتَّقِينَ، وخُلِقَت قبل السماوات والأرض.

وقالت المبتدعة: إنّها لم تُخْلَق بعدُ، لأنّه لا فائدةَ في خَلْقِها قَبْلَ الحاجةِ إليها.

قلنا: وما الّذي يلزمه أنّ يفعلَ لفائدةٍ مُعَجَّلَة أو مُؤَجَّلَة؟ اللهُ يفعلُ ما يشاء ويحكمُ ما يريد، فإنْ شاءَ أنّ يُعَرِّفَنَا وجْهَ الحِكْمَةِ فيما فعلَ فَبِفَضْلِهِ (٥)، وإنْ شاء أنّ يُبْقينا في حالةِ الجَهَالَةِ فبحقه (٦)، له الحُجَّة، ومنه الفضلُ والِمنَّة، ولو لم يكن من فائدتها إلَّا معاينة الملائكة والأنبياء ورؤية المؤمنين والكافرين لها (٧). وأمّا عذاب القبر، فقد تقدَّمَ الكلام عليه.

الفائدةُ الثّانية (٨): فتنةُ المسيح الدَّجَالِ

وأَمَّا الدّجالُ، فسيأتي بيانُه في "كتاب الجامع" إنْ شاءَ اللهُ.

وأمّا المَسِيح، فهو بالميم المفتوحة والسِّين المكسورة المُخَفَّفَة وبالحاء المُهْمَلَة، ولا يقوله بالسِّينِ المشدَّدة إلَّا من شدَّ الجهل عليه رِبَاطه، ولا بقولها بالخاء


(١) أخرجه مالكٌ في الموطّأ (٥٧٢) رواية يحيى.
(٢) في الموطّأ (٥٧٣) رواية يحيى.
(٣) أخرجه أحمد: ١/ ٢٤٢، ومسلم (٥٩٠).
(٤) انظرها في القبس: ٢/ ٤١٦.
(٥) غ: "فبتفضُّله".
(٦) في القبس: "فحقّه".
(٧) في القبس: " ... والأنبياء لها ... المؤمن والكافر عند الموت مقعديهما".
(٨) انظرها في القبس: ٢/ ٤١٦ - ٤١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>