للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكنّا نتزاحمُ على بابِه (١).

وقال يحيى بنُ مَعِينٍ: آلةُ هذا الحديث الصِّدقُ (٢).

وقال بِشْرُ بنُ بَكْرٍ: رأيتُ الأوزاعيَّ في المنام مع جماعةٍ من العلماءِ في الجنَّةِ، فقلتُ: وأين مالكُ بنُ أنسٍ؟ فقال: رُفِعَ، قلتُ: بِمَ ذا؟ قال: بِصِدْقِهِ (٣).

وقال مُصْعَب بن عبد الله الزُّبَيْريُّ قال: سمعتُ أبي يقول: كنت جالسًا مع مالكِ ابنِ أنسٍ في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، إذْ جاء رجلٌ فقال: -أيُّكُم أبو عبدِ الله؟ فقيل له: هذا: فجاءَ وسلَّمَ عليه واعتنَقَهُ وقَبَّلَ بين عيْنَيه وضَمَّه إلى صَدْرِه، وقال: واللهِ لقد رأيتُ البارحةَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - جالسًا في هذا الموضع، فقال: عليَّ بمالكٍ، فَاُتِيَ بك وأنت تَرْتَعِدُ فرائصُك، فقال لك: ليس بك بأسٌ يا أبا عبد الله، وكَناكَ، وقال لك: اجلِسْ، فجلستَ، فقال: افتَحْ حَجْرَكَ، ففتحتَ، فملأه مِسكًا منثورًا، وقال: ضُمَّه إلى صدرك وبُثَهُ في أمتِي، قال: فبكَى مالكٌ بكاءَ طويلًا، وقال: الرُّؤيا بُشْرَى، وإنْ صَدَقَتْ رؤياك، فهو العِلْمُ الَّذي أودَعَنِي اللهُ سبحانه (٤).

وكان الشّافعيُّ يقول: ما بعدَ كتابِ الله تعالى كتابٌ أكثر صوابًا من موطّأ مالكِ بن


(١) رواه ابن عبد البرّ في التمهيد: ١/ ٦٧، والانتقاء: ٤٧، والخطيب في الكفاية: ١٦٠.
(٢) رواه ابن عبد البرّ في التمهيد: ١/ ٧٠، والانتقاء: ٧٨، بلفظ: (آلة المحدِّث ... ".
(٣) كما رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل: ١/ ٢٨، وابن عبد البرّ في التمهيد: ١/ ٧٠.
(٤) رواه ابن عبد البرّ في التمهيد: ١/ ٧١، والانتقاء: ٨٧ - ٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>