للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد رَوَى الحسن بن أبي الحسن البصريّ، عن سَمُرة بن جندب، عن النّبيّ عليه السّلام؛ "أنّ الدّجّال أعور العين اليسرى" (١)، وقد اختُلف في سماع الحسن عن سَمُرَة، وأحاديثه عنه في بعضها نظر، وإن كان راويها قتادة.

الفائدةُ التّاسعة (٢):

قولُه: "كَأَنَّهَا عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ" قال عيسى بن دينار: شبّهها بحبّة عِنَب قد فضحت فذهب ماؤها فصارت طافئة (٣)، أي (٤) ممتلئة تكاد تتفقأ، وكذلك عينه قد ظهرت كما يظهر الشّيء فوق الماء.

قال الإمام: وهو أشبه عندي والله أعلم.

واسم العِنَبَة يقع على الممتلئة، فيكون معنى الطافية أنّها علت على ما يجاورها من الجسم.

العاشرة:

قال -عليه السّلام- في الثّابت الصّحيح في "مسلم" (٥) وغيره (٦): "ينزلُ عيسى بن مريم حَكَمًا مُقسِطًا (٧) فيَكْسِرُ الصَّليبَ ويقتلُ الخنزيرَ، وتكونُ الدَّعوةُ للهِ ربِّ العالَمِين".

ومن حديث سَمُرة بن جندب أنّ نبي الله كان يقول إنَّ الدَّجَّالَ خارجٌ وهو أعورُ


(١) أخرجه أحمد: ٥/ ١٣، والطبراني في الكبير (٦٩١٨)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: ٧/ ٣٣٦ "ورجاله رجال الصّحيح"، كما أخرجه ابن عبد البرّ في التمهيد: ١٤/ ١٩٣، والاستذكار: ٢٦/ ٢٣٦، كلهم بلفظ: "وإن الدَّجال خارج، وإنَّه أعورُ عين الشِّمال ... " أمّا لفظ المؤلِّف فأخرجه مسلم (٢٩٣٤) من حديث حذيفة بن اليمان.
(٢) هذه الفائدةُ مقتبسة من المنتقى: ٧/ ٢٣١.
(٣) عزاه إلى ابن دينار القاضي عياض في إكمال المعلم: ١/ ٥٢٢، والقرطبي في المفهم: ١/ ٣٩٩.
(٤) القول التالي قاله أبو القاسم الجوهري في مسند الموطَّأ: ٥٣٤ - ٥٣٥.
(٥) الحديث (١٥٥) من حديث أبي هريرة.
(٦) كالبخاري (٢٢٢٢)، وعبد الرزّاق (٢٠٨٤٠)، والحميدي (١٠٩٧)، وابن أبي شيه: ١٥/ ١٤٤، وأحمد: ٢/ ٢٤٠، وغيرهم.
(٧) يقول المؤلِّف في العارضة: ٩/ ٧٦ "يعني عادلًا، لكنه بشريعة محمّد -عليه السّلام- خليفة له".

<<  <  ج: ص:  >  >>